كانت على وشك السعادة عندما قال لها ( يجب أن أمضي فقد تأخرت عن موعدي )
سحبت يدها ببطء عن يده ، وظلّت تلاحق استعداده بالرحيل دون أن تنطق بحرف واحد
لم يعد في المكان من صوت سوى بعض ضجيج السيارات يدخل حجرتهم في آخر رمق .
تنفست عميقاً ،وراحت تقاوم رغبتها بمنعه من الخروج ، نهضت دون أن تدرك كيف استطاعت ذلك
- كلما فتحت للسعادة باب ، زاد اقتناعي بأني لم أفهم الحياة بعد
قالتها وهي تنظر عبر النافذة العمياء الا من أوصال غيمة في طرف السماء
- لم تكوني كذلك قبل لحظات !
- ارحل الآن ، فلا أريد سماع صوتك
لم تكن الا لحظات وقد أصبحت لوحدها في الغرفة ، ضربت الزجاج فكسرته ،
تنفست بعمق كل الهواء الذي كان يسترق النظر اليهما مخافة أن يخبر عما رأى ، لم يعد أمامها سوى تلك الغيمة الصغيرة في طرف السماء ، لاتكفي لدمعها الذي يواسي ماهي عليه، مدت يدها نحو السماء فأمسكت بالغيمة واستعارت منها جناحين ووشاحاً ابيضاً يخفيها عن أعين الناس ، ثم طارت تبحث عنه وعن موعده ، فما ان وجدته يدخل المشفى حتى اقتربت اكثر ، لتعرف حينها ان له موعدا علاجيا لايمكن الاستغناء عنه،
عادت بجناحي غيمتها الى ذات المكان ، وزفرت بارتياح كل الظن الذي توغل في صدرها، ثم رتبت الغيمة على ماكانت عليه وارسلتها بعد اعتذار ...
.......
آسف لاقتحامي هذه الصومعة الجميلة
وعذراً اذا أتيت بما لاتريدون
شكراً شمعة من متابع متواضع