منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - واتس أب
الموضوع: واتس أب
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-25-2014, 11:36 PM   #1
موزه عوض
( كاتبة إماراتية )

الصورة الرمزية موزه عوض

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18219

موزه عوض لديها سمعة وراء السمعةموزه عوض لديها سمعة وراء السمعةموزه عوض لديها سمعة وراء السمعةموزه عوض لديها سمعة وراء السمعةموزه عوض لديها سمعة وراء السمعةموزه عوض لديها سمعة وراء السمعةموزه عوض لديها سمعة وراء السمعةموزه عوض لديها سمعة وراء السمعةموزه عوض لديها سمعة وراء السمعةموزه عوض لديها سمعة وراء السمعةموزه عوض لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي واتس أب


نظراً لأن الحياة التكنولوجية والعالم الرقمي والرسائل البريدية الإلكترونية أصبحت شغلنا الشاغل اليوم مصحوبة بأتعابنا المتفاوتة التي أفرغت الأواصر الحميمية الأسرية من وعاء القلب وسكبتها على صفحاتها وتركت حبل الغسيل خالياً متشابكاً بالعقد والعلاقات الجافة أكثر، فإن ما يؤلم الحال يقيننا وما يدور ويستجد حولنا. ومع هذا نستمر وبثقة رغم طفل الحنين الذي يكتبنا بشعور التعب والحزن معاً للحظات حياتنا اليومية على مواقع التواصل كالواتس أب وتويتر مما سبب لنا القلق النفسي المتكرر والتشتت الفكري المتشعب.
والموجع في هذا الأمر هدوءنا الدال على أن عاصفة التذبذب للذات مرهقة مع جيوش المشاعر المفاجئة، وهذا أمر حتمي نتيجة هذا التطور الرقمي والإلكتروني الكثيف مما كرس فينا نوعاً من الركود العاطفي والصمت المغلق المكتوب على صفحات الحياة المتعددة.
لا أنكر فضل هذا العالم الرقمي على ثقافتنا وتطورها بشكل ملحوظ، ومعلوماتنا التي وصلت حد التشبع لمعرفة كل جديد، وما يحيرنا أننا ما بين مصدق ومكذب .. نعم هذا حال البشر اليوم يحاول الشخص قدر المستطاع أن يكتشف الجديد ويلهث نحو الضوء الأخضر للعلم والمعرفة، ناهيك عن تبلد المشاعر وجلوسنا الصامت وأعيننا المرابطة على شاشات أجهزتنا الذكية.
للأسف بت أشعر بانعدام التواصل الأسري الذي لو قارناه بين الحاضر والأمس ومدى الاختلافات الجذرية في كل شيء. الكل مشغول باللعبة ونحن سواسية نعاتب ونسأل ونطقطق مع «الفيسات» الجامدة. وما يثيرنا انعزالنا في المناسبات المهمة جداً في حياتنا، والبعض لا أنكر مهتم يتناول جواله مهنئاً بصوته أو يباشر بالزيارة والاجتماع مع الأحبة، وتمر اللحظات معهم مصحوبة بالسعادة والفرح. هنا تكمن النقطة المهمة لملامسة الواقع والتي خسرناها مع مرور الأيام والسنوات الأخيرة.
بالنسبة لي لا أنكر وجودي في هذا العالم بحكم حضورنا وتواصلنا الإلكتروني والذي يحتم أن نكون فيه أقلاماً تكتب، وقد يبدو الأمر مهماً أيضاً للغير فأنا لا أجيد البعد عن علاقتي بالأسرة والحميمية معهم، فهي تزيدني قوة رغم هوسي بالكتابة .. من هنا لا بد أن نهتم قليلاً ونفكر بإعادة الذات الإنسانية المنطوية إلى سابق عهدها وتُعلق روزنامة التواصل الاجتماعي الحقيقي على جدار المنزل مرة أخرى، أتدرون؟ كثيراً ما فكرت بإلغاء حسابات النت وعودتي إلى عالم نوكيا.


مقالي الأخير المنشور الجمعة الماضية في صحيفة الرؤية الاماراتية

 

التوقيع

سبحان الله الحمدالله ولا اله الا الله


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

موزه عوض غير متصل   رد مع اقتباس