[مشعل الغامدي]

>>> يتبع

لله دره ذلك المساء كم تختفي تحت هضابه آهات القلوب الرطبة , كم تتلحف سواده تلك الجراح النازفة , كم يأن مضجعه محاكاةً لتلك الدموع المندلقة من أعالي شموخ منهار لم يبق من رسمه إلا الأنا الكاذبة .


لله دره يحاول المجاراة دائماً ويوهمنا بأنه معنا وهو علينا , جلاد لا يرحم بهيمي الطباع تخافه كل التناهيد المتهالكة .


لله دره فيه لذة , وفيه حرقة , شائق , وشائك , نترقب وصوله فإذا وصل تشاطرنا الهموم من دونه


لله دره أكذوبة نعيشها كل يوم , وهم نقامره بدموع التوجع فينتصر وتنتصر تلك الدموع , على بقايا عبرات قاحلة نشف ريقها فانتحرت على بدايات الانهيار العظيم ..


لله دره عشقنا العناء , وعشق هو السماء ... يبوح للنهار بتباريحه ونبوح نحن لخوالجنا وهو ينظر إلينا دونما رحمة , يجلد في الخفاء ولا يرحم الضعفاء ...


لله دره لغة سكون صارخ , لا يتكلم إلا لآهات متشابكة متزينة بأكاليل الأمل المرسومة على شفاه ذلك الماضي الكهل ..


لله دره ذلك الليل تكثر معه نوبات الخفقان المتعطشة لبقايا أمل ربما لا يكون إلا مجرد أمل ....

للحمى بقية ...