(1)
حاكت له من مشاعرها دثارا..
يقيه الصقيع..
وريح الشتـاء..
يبث الدفء في أوردته..
وينفث بين حناياه طيب الوفــاء...
يلتف حول ضلوعه..
وكــ أنه يداها تصد عن قلبه عاصف الريــاء...
تحنو عليه..
تضمه..
فــ تسقيه العشق ارتــواء...
كان نسيجه مكتنزا بــ شذا محبتها...
مغمورا بــ أنـسـام ورودها..
بــ عطر الصفـــاء...
يشيع في أحلامه غبطة ...
تزرع بــ قلبه جناحان..
فــ يرفرف كــ طائر حرٍ في أعالي السمــاء...
خاطته من نسيج روحها.. المتصلةِ بــ كيانه..
لــ يكون على مر السنين لــ ليالي وحدته دواء...
(2)
توالت سفن الشوق على ميناء ذلك المعشوق..
بعد أن عصفت به رياح الشقــاء...
وأتي يسوقه حنين في القلب جائـر...
يسيّر نظراته..
خطواته..
وحتى ذلك الصمت الباتـر..
لــ حروفه التي تهالكت منذ فراقهما على شفتيه...
بــ انكسارٍ يخطو...
يلملم بقايا دِثــارٍ تحمّل بــ أطيافها..
لمسة كفيها...
نور وجهٍ أضاء ديجور عالمه الغابــر...
فــ انتشت روحه لــ ذاك الضياء...
وتلونت أوجه أيامه بــ اشراقة عينيها...
بــ لون الصفــاء...
وعادت له لحظات حبٍ امتلكاها معاً..
ذكّره بها دثار يضمه الى صدره بــ لوعة حائـــر...
من النوى الذي تصوّر وكــ أنه ماردٌ .. عاتٍ ... قاتل...
أتخم النفس بــ يأسٍ .. وأسى... وعنـــاء...
على الود نلتقي.