إنه صمت داخلى، أشبه بليل كونى لا تحد رحابه. صمت مفعم، هائل.. قبل سنين كثيرة كتبت شيئاً عن أجراس الذاكرة وهى تجلجل فى كهوف جوفية، صامتة صمت الزمن السحيق الذى يلف تاريخ الإنسان، هذا التاريخ الصارخ الهادر. صمت ملىء بالذكرى والرؤى. بأربعين سنة من جلجلة الحناجر، أربعين ألف سنة من الصياح والعشق والغضب.. والرؤى مهمة، مهما تكن غامضة.. كم من الناس عبر العصور أصروا على رؤاهم، بل قبلوا بالاستشهاد من أجل ما يرون من رؤى.
جبرا إبراهيم جبرا - السفينة
مودتي