وكان مع كل خطوة يشعر أنه يدفع عنه الماضى كما يدفع الواصل إلى الشاطئ مركبه الشراعى الصغير ليبتعد به عنه، ولكن دون جدوى.. وكان يُجرى سَبرُه الدقيق وتبصّره بتصميم، وراح يصبو إلى الحياة الجديدة بكل تحدٍ وحماس منطو على المغامرة، وقد عزم على أن تكون حياة بعيدة عن أكسير الحذر وقصر النظر بل بالأحرى ارتقاءً شجاعاً نحو العلى. وبعد ذلك استأذن غسق الشباب العذب بالرحيل، ربما بألم يزيد عما يحدث مع بقية البشر. وها هو الآن واقف فى وضح النهار، عاجزاً ومتأخراً عن زمنه، وكان يعنى بهذا أنه لن يضيّع بعد الآن ساعة ثمينة واحدة.
هرمان هسه - روسهالده
مودتي