منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - عالم على جثث الفقراء
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-21-2014, 05:41 PM   #1
الحكم السيد السوهاجى
( شاعر )

الصورة الرمزية الحكم السيد السوهاجى

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 20

الحكم السيد السوهاجى واحد الرائعةالحكم السيد السوهاجى واحد الرائعةالحكم السيد السوهاجى واحد الرائعةالحكم السيد السوهاجى واحد الرائعةالحكم السيد السوهاجى واحد الرائعةالحكم السيد السوهاجى واحد الرائعةالحكم السيد السوهاجى واحد الرائعةالحكم السيد السوهاجى واحد الرائعة

افتراضي عالم على جثث الفقراء


عالم على جثث الفقراء
.....................
اهداء إلى الأوطان الجريحة
..........................
حتحور ....
مازالت الشمس بأيديها ترسل الضوء
على الجائعين و البائسين
و مازال القمر ينزل
و مازالت سحابة مطر تسقط
على أرض قاحلة
مازالت العصافير تهجر أغصانها
و مازالت الطيور تضع بيضها على البحيرة
و ترحل ......بعيدا هناك
مازالت النساء تأخذ سعف النخيل
تضفر به الضفائر ... لرجل ساذج
لا يعرف أن العالم تغير
و عناقيد الانوثة .... يابسة
من كثرة الصمت و الضياع و الألم
من كثرة الجوع و الملل
من القتل و أشلاء الطفولة المصلوبة
على حنايا الطريق
****
مازالت التوابيت تمر عبر الشوارع
معلنة الحرب
معترضة على الحياة
راغبة فى الموت آلاف المرات بخنجر الحجاج
و بسيوف سيبتيموس سيفيروس
*****
مازالت الأبواب تنظر مجىء النبوءة
كى تتطهر من رذيلة أنصاف المثقفين
و ليلى التى تضجع قيس خلف المآذن
و سلمى صاحبة الرايات الحمر
مازالت الأبواب تنتظر النبوءة
ليكثر العالم بالمحبة و يتكاثر كحبات الزهور
مازالت تنتظر أحمس شاهرا سيوفه فى وجه الهكسوس
تنتظر صلاح .. حاملا حمائم السلام
ليس فوق أسنة الرماح
******

حتحور.....
مازال الرجال يتسولون فى الطرقات
على جذوع نخلة خاوية
و مازالت العجائز تقتات القديد
و تحلب الشاه لمئة من الجوعى
و مازال الأب الا كبر يضجع مائة من النسوة
مهتم بماء ذكورته فوق أنوثة تعودت قسوة قيصرها
على جسدها الهذيل
مازالت الشياطين تسبح آخر الليل
و تتؤضأ بدماء الفقراء
ومازالت تقرأ فى الكفوف
كما ترغب ... كما تحب
ما زالت تقرأ الفنتة شيئا ضيئل
و العرايا كفار لايؤمنون
و الصبايا القاصرات لذة
و كل النسوة أماء ... لا تصلح إلا لشىء واحد
مضجعة فوق شطآن المسافرين للجحيم
مازال يقرأ فى روحه
أن السلام بالدماء
و أن الحمائم البيضاء ستأتى بالبيض
بعد آلاف القتلة فى شوارع روما
و أن قيصر ... كافر لأنه خرج
من أبوين أجنبين
و زوجاته ... عاشقات
عند أنطونيوس
مازال يقرأ
أن باخوم يلعن كل الناس
و يشرب الخمر
و يصلب مريم
مازال يقرأ....
لابد أن تحتوى مملكة قيصر
على آلاف الجماجم
و أطنان من قلوب دامعة
و أنهار دم
يشربها يأجوج و مأجوج
و نسوة تتسول على أبواب المساجد
يأكلها الجوع
و يدمها البرد
و تبيع بعضها على الرافضين
الرافضين له
*****
حتحور ......
مازال يقرأ
مازال يتمنى مضجعة بنى الأصفر
و يبنى المدينة الكبرى
و يهدم المعابد
و آلهة الاغريق العاشقة
مازال يؤمن أن المرأة إله لا تعبد
و أن الجوارى خدم .... يحملن عرشه
مازال يدعى أنه الإله
أن الالوهية ... جاءت له
عن قيصر قديم
من سبعة آلاف عام
مازال يقرأ
أن الصلاة مرتان
و صيامه خمسون يوم
بعدها يذبح عشرة نسوة
لكى يتطهر من ذنوب عامين
عام سابق
و عام لاحق
****
حتحور .....
مازال يرسل إلى المقابر أحمالا من عظام
و طفولة فى شحنات حزينة
و نسوة محرقة فى نهودهن
و رضع على أطراف المدينة ينتظرن عودة الأب
الأوجاع يا حتحور مازالت تسكن البيوت
و الحارات و النوافذ
مازالت على أقفال الأنوف و الشفاه
و أرداف العجائز و خدود الصبايا الجريحة
*****
حتحورمازالت سكاكين تنغرس فى ضلوع الفقراء جائعة
و ملابس العرايا لاتصلح لكفن واحد ... لا تنفع لشىء
حتحور مازال سكان القرية يرسلون الحليب للملك كل صباح
و الراقصات يرقصن .... بدون أجر
حتحور مازال عنتر يطارد عبلة عند جدران أبيها
لأنه تعلم فى مدرسة قيصر النساء كئوس لماء الرجال
و مازال الطفل يحتلم فوق وجه أمه قسوة و عنف
و مازال الصبيى يسرقون بيض الجارة و يبعونه
لصانع القنابل .... كى يعلمهم كيف يصبحون قيصر
*****
حتحور ... مازالت امرأة قيصر تعلن أنها الملكة
و أن باقى النسوة ............. جوارى و أماء
و أنها المرأة الوحيدة التى
تأكل المانجو
على بحيرة الزئبق و هى نصف عارية
تعلن أن الملك لقيصر و قيصر خاتمها الوحيد
تعلن أن الملك بعده لكليوباترا
تلك الفتاة الحالمة بقبلات أنطونيوس على شواطىء روما
*******
حتحور .....
مازال إسكندر يغزو العالم
ومازال نيرون يحرق المنازل و الأشجار التى خلقت
من أجل الفقراء و المساكين
ومازال نسوة المدينة يقطعن أيديهن عند الملكة
ومازال يهوذا يخون
مازال الرعاة يصلبون النساء
ثم يغتصبون أشلاءهن على مفارق الطرق
و بجوار الحانات
و مازالت الشمس ترسل من بعيد ضوءها الحانى
على قلوب الضعاف
و مازال ... العالم كما هو
ينتظر مجئ النبوءة

 

التوقيع


الحكم السيد السوهاجى غير متصل   رد مع اقتباس