كانت في أواخرِ الثمانينات مراهقة خجولة، تحدّق من النافذة إلى ابن الجيران و حينَ يرفعُ رأسه تسدلُ الستار بسرعة قبل أن يحفظ ملامحها، ابنتها اليوم مراهقة خجولة أيضاً لكنّها لا تعاكسُ ابن الجار بل تدخل صفحة فيسبوكية لشابٍ يعجبها، تحدّق إلى صورته طويلاً.. تتنّهد، تحاولُ أن ترسلَ له رسالةً، تكتبُ هاي! ثم تمحوها لتكتبَ مرحباً! تغيّر رأيها لتكتب رسالةً طويلة تعبّر فيها كم هيَ معجبة! و حين تتلعثم أصابعها، تعطل حسابها، تصغي إلى فيروز: قديش كان في ناس عالمفرق تنطر ناس، و تشتي الدني و يحملوا شمسية و أنا بأيام الصحو ما حدا نطرني!