تلكَ الصبية المشرّدة تجلسُ على قارعة الطريق لكنّها ليست تتسوّل، تلتحف ملاءة خفيفة تحتمي بها من البرد، تحدّق إلى العابرين و السيارات، لكنّها لا تمدّ يدها لأحد، فقط شاردة في تشردّها، ربما تتسول من الماضي ذكرى و من السماءِ حلماً، تحاول أن تتذكّر كيفَ وصلت إلى هنا،لا أحدَ يتوقف ليتصفح وجهها، أو يفرك يديها كي تستعيد الدفء، توقفت سيارة واحدة، و كانت السائقة سيدة برجوازية، وضعت في حجرها لوحاً من الشوكولاطة الفاخرة، مزقت الغلاف بسرعة و التهمت منها قطعتين ثمّ أعادتها لها:
- طعمها سيء !
- هذه من أغلى الماركات !
- مذاقُها مرّ و ملمسها بارد، لا أشتهي أكثر من حساءٍ ساخن و قطعة خبز.