في المنزل الضئيل
سألت والدي " ماذا تفعل طوال اليوم ؟ " " أتذكر "
هكذا حصل في ذلك المنزل الضئيل في غليفتسة ،
في بناية وضيعة على النمط السوفييتي
و التي تقول مفروض على كل المدن الصغيرة أن تكون ثكنات حصينة ،
وعلى كل الغرف المزدحمة أن تكشف المؤامرات ،
و حيث توجد ساعة جدارية لها مظهر حزين تسير إلى الأمام ، من غير إحساس بالزمن
ها هو يعيش كرة أخرى شهر أيلول المعتدل لعام 39 ، قنابل تنهمر ،
و حدائق جزويتية في لوفوف ، تومض و تشتعل
لون أخضر يتلألأ من أشجار الحور و الصفصاف و من الطيور الصغيرة ،
عيدان قصب على ضفاف نهر دنيستير، و عطر التبن و الرمال الرطبة ،
و اليوم الحار الذي قابلت فيه سيدة في مقتبل العمر تدرس الحقوق ،
و رحلة العبارة نحو الغرب ، و الحدود الأخيرة ،
و مائتا وردة بيد الطلبة
امتنانا لعونك في عام 68
و مشاهدات أخرى لا علم لي بها ،
و قبلة البنت الشابة التي لن تكون أمًا لي ،
و خوفٌ وعنبُ البراري الطيب في أيام الطفولة ، كلها صور قديمة
تأتي من الحفرة السوداء الصامتة و التي سبقتني إلى الوجود.
ذاكرتك تنمو و تتحرك في البيت الضئيل – بسكون ،
بنمطية ، و أنت تقاتل لتستعيد مباشرة
أيامك في هذا القرن المؤلم.
*
ترجمة : صالح الرزوق