ليسَ كلّ من يرتدي قناعًا هُو بالضرورة أحدُ الهاربينَ، أو مذنب من المُذنبين
ثم ليسَ بالضرورة أن يُبِينَ عن نفسهِ ويُفصح عن شخصهِ ليُحتفى بهِ أو يكرم مع المُكرَمين!
في زمن مثل هذا الزمن، الذي بُنيَ قوامهُ على الآلِ و المال، لا يسعُ الباذلَ إلا التعمية
و العمل على بناءِ الفكر لا الذّكر، فما تنفعهُ شهرةٌ في الأرض مع غربة في السماء ؟
و إذن، فمن أبانَ عن نفسهِ معَ حفظهِ لإخلاصهِ فذاكَ المُوفقُ ابنُ المعتّق.
و من آثرَ الاستخفاء طلبا للعلياء، فذاك المبْصِر بنُ المُقصِر.
و يبقى الفعلُ مقدّمُ في الترتيبِ على الفاعلِ!
و تبقى الأعمالُ من ستوضعُ في الميزان، لا ابنُ فلانٍ أو علاّن.