منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - إسقاط النص على الكاتب بين الحقيقة والافتراء
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-2015, 12:25 AM   #10
مجاهد المنصور
( كاتب )

الصورة الرمزية مجاهد المنصور

 






 

 مواضيع العضو
 

معدل تقييم المستوى: 0

مجاهد المنصور غير متواجد حاليا

افتراضي


سأخرج عن السِّياق وتواتر الرُّدود في روايةٍ واحدة.
سأجعل من نفسي قارئًا لأرى: هل أنا أُسقطُ ما أقرأ على شخصية الكاتب، أم أنظرُ إلى النَّصِّ مجرَّدًا عن كاتبه؟
وقد أجعل نفسي كاتبًا فأنظر: هل أنا داخل النَّصِّ أحدِّثُ عنه ويحدِّث عني، أم أنَّ النَّصَّ فكرةٌ ذهنية مجرَّدة لا علاقة لها بالكاتب إلا إفراز الذِّهن وخطِّ القلم [الكيبورد]؟

[في ذهن قارئ]
أنا أقرأ قراءتين:
الأولى: في النَّصِّ، أقلِّبُ ألفاظه، وأشمُّ دلالاته، وأنظر في معناه العام، وأفكاره الفرعية، وأعيش ألحاظه، وأسكن فيه هنيهة من الزمن حتى أخرج من بابه. فالنَّصُّ صرحٌ جميل، وصورة واضحة؛ توصل القارئ إلى التصور المطلوب إيصاله.
الثانية: في شخص الكاتب، أبحث خلال اللَّفظ وجزالته، والدِّلالة وعمقها، ومعاني النَّص وأفكاره؛ عن ذهنٍ رسم هذه السطور، وأبدع هذا الجوهر المنثور. فخلف كلِّ نصٍّ شخصٌ طامحٌ لإيصال فكرةٍ للقارئ.

* إذا انطبق النصُّ حالًا وانتحالًا ووصفًا بشخصية الكاتب الغامضة نسبيًا، فإنَّه يُسقط عليه بلا إرادةٍ من القارئ، للتلازم الحاصل بين الابن وأبيه؛ والأفكار بُيَّات العقول، والنُّص فكرة كاتب.
* إذا لم ينطبق النَّصُّ بكامل فصوله على شخصية الكاتب الغامضة نسبيًا، فأَخَذَ الكاتبُ من الكتابة حظَّ الوصف والرَّصف، والتنسيق والتحبير، أما الفكرة فانبثقت في ذهنه لسبب ما، لعله الواقع، أو صديق، أو خاطر عابر، لم يعش الكاتب قضيّة فكرته، فإنَّ أكثر القرَّاء أيضًا سيُسقط الكتابة عليه؛ فما هي إلا وليدة ذهنه!
لكنْ هناك صنفٌ من النَّاس يتقنون شيئًا أسْمَوهُ قديمًا بمصطلح (ما بين السطور)، وهذا الصِّنف -لعله الوحيد- القادر على التفريق بين نَصَيِّ الكاتب [ما عاناه - وما عنَّ له]، وهؤلاء أندر من الكبريت الأحمر فيما أظنُّ.

أما نظرة الكاتب؛ فأنتم أدرى بها، ولست أنا من يخبركم.
دمتم بسعادة تدوم إلى دخول الجنة.

 

مجاهد المنصور غير متصل   رد مع اقتباس