منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ضمّيني أمي فثراكِ دفء
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-10-2015, 05:43 PM   #32
رشا عرابي

( شاعرة وكاتبة )
نائب إشراف عام

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسناء نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

هي من ألبَسَتني الصبرَ عَباءة لا تُنتَزَع..ولا دفء دونها
هي من علّمتني أنّ الآه قبل أن تَحرق..تُضيء
وتُنيرُ درباً من يقينٍ مؤمن عِلمُهُ أنّ كل أمرِهِ خيرٌ عظيم
هي من أنبتَ في خاصِرة اليأسِ زهرة.. لا عطر لها..بل دموعاً من رجاء
علّمتني الحياة ..كيف أتكوّر على نفسي قابضةً على الجمر لأخمد أنفاسه اللاهثة..
ومنها تعلّمت ..أن الجمر سلامٌ للروح إن هدهدناه بصبرٍ مرير !
أليَسَت هِي حُضْنُ السَلام وصَدرٌ أختاره الله أن يَكُون مَنْبَع الحنَان
أليْسَت هِي مصْدَر الدِفء وغنِيمة لِمن فَاز بِقلبِها ،،
ورعتْهُ بحبٍ يَمدّ لَهُ الأمَل والأمَان


هي من أوجَدَتني ضعيفةً إلَا من استعانتي بخالقي..
يائِسةً إلّا من رجائي برحمةِ ربي..
راضيةً إلّا من سَخَطي على مظالمٍ بَلَغَت وتجاوَزَت السماء.. واتكأت بِتجبُّر..
قد حَمّلتُها أكفّ الغمام احتساباً..
هِي لا تحمِل الكُرْه ولَا تأفُّف ولَا الهمّ
تعطِي دون حِسَاب،،
تسْمع دون عِتَاب،،
تتحمّل العنَاء دُون ضِيقٍ أو ملَام



أمي يا وجه النور..
يا نداءً يمتدّ ليعود فارِغاً إلّا من الخيبة..يئنّ صداه
أهربُ إليكِ كي لا أكون وحدي..
أناجيكِ بصوتِك لألبّي طاعةًَ وبر..
أُناجيني بكِ ولَكِ لِتَغمُرَني سَكينَةُ الآن
وأمسك زِمام أنفاسي قبل فواتِ الأوان..
مَن غنِم تِلك فَاز بالجنّة ورِضَاهَا و بِسِعة ورُحب
ناجِيهَا وكلِّمِيها وتغنَّي بِها واعزفِيها لحنًا دافِئَا
لترتوِي النفْسُ بهجَة ويَرتاحُ القلبُ مِن وطْئِ المَغبّة

أمي ..
خذيني إليكِ..فقد عَلِمتُ ما ينتاب الجورِيّات حين تطالُها يدُ الخريف الجانية!
ما أجدَبَ عمري..بل آلَ لذلك
لم يعُد الفرح بحجم النور .. فأيادي الديجور عصيّة

يا أمي..بتروا حلمي..تناوبوا والعمرَ على زهوري حصاداً..
أزمانُهُم غائرة ًأمّاه..
وحده قلبك ـ وإن كان في حضن الثرى ـ يصلح لكلّ الأزمنةِ حباً وتحنانا..
وحدك يا أمي من توقظين في ضلعِ الوهن منّي قوة التماسك
وروح الإحتمال ..
ضمّيني حيث أنتِ أمّاه
لم يعد لي متّسعاً للكلام ولا فضاءً للحلم
لم يعد في وسع الغصن منّي سوى حمل النداء الأخير ..
" ضميني أمي فثراكِ دفء..والكون صقيع ".

اكثِرِي لهَا مِن الدُعاء واجعلِيها صَدقَة جارِيَة حِين ينتَابُكِ اليَاسُ
تنفّسِيهَا أملًا وأرسْلِي لهَا عِند الفجْرِ حدِيثًا يمنحُكِ الطُمأنِينة
ترتخِي السكِينة وتهدَأ مِن ذاك الغمَام ،،
وتشْتعِل الأمانِي تحتضِن قلبُكِ بعلَامة الطُمَأنِينَة

الغَالِية رشَا عَرّابي
حتّى حُزنِكِ لحنُه جمِيل وعزْفُه عذب و حوارُه دافِئ
مَا أروعكِ حِين تناجِين بحرْفكِ و حدِيثَكِ بهذا الهمِسِ الحنُون
تغمّد الله والدتُك بالرحمة وهِي بِإذنِ الله فِي جنّات الفرْدوس
لك الرَاحة والطمأنِينة
محبّتِي و بَاقَات ورْدِي

لله قلبك وحضورك غاليتي الحبيبة
حسناء القلب والروح أنت..
جئتِ غمام طمأنينة ودِثاراً للنص برؤيةِ نقية
تعكس ملامح روحك البياض

لا حرمتك بالقرب حسنائي
محبتي العميقة ودعاء
وباقة جوري أنيقة عِطرها النقاء

 

التوقيع

بالشّعرِ أجدُلُ ماءَ عيني بـ البُكا
خيطٌ يَتوهُ، ولستُ أُدرِكُ أوّلَهْ!

في الشّعرِ أغسِلُني بِـ ماءٍ مالِحٍ
أقتاتُ حرفاً، ما سَمِعتُ تَوسُّلَهْ !!


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رشا عرابي غير متصل   رد مع اقتباس