عن النساءِ أُحدَثُك
يا زينة النساء
لن أضيف جديداً ...
ولن أت بما لم تأت به الأوائل
حين أحدثك عن النساء الأخريات ...
يا زينة النساء
لا يسعفني الكلام وتعجز عن الوصف الحروف
سأحدثك عن واحدة من النساء
سيدة النساء
جميلة النساء
أميرة النساء
عن امرأة هي كل النساء
وكل أطياف النساء
أحدثك عن جمالها ...
أصبى من الجمال
عيناها...
أوسع من اشتهاء المحال
فمها ...
عطر مُذاب
شعرها ...
شلالات ضياء
ضحكتها ...
رجع ناي وبوح موال
أحدثك عنها يا زينة النساء
بأني ذات يوم فكرت أن أحبها
وان أطرز لها منديلاً لونه أحمر
وأهديها زنبقة لونها أحمر
وكتاب شعر بلا ملامح ولا كلمات
وأن أهبها قلبي
وأهبها شيء من بقايا حزني الأسود
وحين أطللتِ أنت يا زينة النساء
نسيت أشكال النساء
وألوان النساء
واسماء النساء
وأرقام هواتف النساء
وعناوين النساء
وماذا يلبسن النساء
وكيف يتحدثن النساء
وبأي كحل يتكحلن النساء
وبأي عطر يتطيبن النساء
ولم أعد أدري يازينة النساء أين يكمن الجمال واين يكون القبح في النساء
حتى ما عدت أذكر من يشبهك من النساء
فعرفت يا زبنة النساء بعد هذا العمر
بعد كل غزواتي ...
التي انتصرت فيها
بعد خيباتي وهزائمي وانكساراتي
بعد يأسي ...
ورحلاتي ...
وبعد كل قوارير العطر التي أقتنيتها
وكل العيون السمر التي رسمتها في دفاتري
وبعد كل دواوين الشعر التي قرأتها
وقصائد العشق التي كتبتها
وأغاني الحب التي سمعتها
أيقنت يا زينة النساء ...
أن كل ما كان قبلك
كلام في المحال
وأن رؤاي قبلك كانت أضغاث أحلام
ووجدتك أنت الحقيقة ...
وأنك أنت الخيال .