،
رسالة كتبتها للطالبة المستجدة،
وألقيتها في حفل اليوم:
،
"عزيزتي الطالبة المستجدة"
هذهِ رسالةٌ مِن خريجاتٍ نسجناها مِن خيوطِ أيَّامِنا التي قضيناها
بين أحضانِ كُلِّيتِنا الحبيبة، إليكِ أُخيتي المستجِدَة إضاءات وقَبسٌ مِن البصيرةِ تنيرين بِها طَريقَكِ الجامعي مُبتِدِئةً بوصيتي لكِ أن لا تحْرِمينَ ملامحَكِ الابتِسامةَ في بدايةِ يومكِ وحتَّى مُنتهاه، تمسَّكي بالأخلاقِ الرفيعة، احترمي المعلمةَ فهي الأمُّ والأختُ والصَّديقةُ، أقبضي على الخواتمَ الثلاثة: "السَّلامُ، والإستئذانُ، وعدمُ الكلام" في مُحاضراتكِ جميعُها، وألتزمي بالوقتِ ولا تفرطي بِه، ولا تتغيبي عن دروسكِ فالغيابُ هو آفةُ الجدِّ والإجتهاد، اجعلي شِعَارَكِ نشرَ السَّعادةِ والخيرِ في المجتمع، وانطلقي مِن هُنا في جامعتكِ، وألتحقي بالأنشطةِ "كنادي الإبداع" أو البرامجَ التطوعيةِ كالمبادرةِ في مساعدةِ ذوي الإحتياجاتِ الخاصَّة، اجمعي في دراستكِ ما بين المتعةِ والفائدةِ، كوني شمعةً يستضاءُ بِها، فإذا واجهتكِ رياحٌ أعاقت مسيرتَكِ الجامعيَّةِ وكانت مُشكلةً اجتماعيةً توجهي للإشراف الإجتماعي، أو كانت مشكلةً علميةً فعليكِ بالإرشادِ الأكاديمي، فمهما كانت هناك صعوباتٌ فلا بُدّ لها مِن حلول.
أُخيَتي، الأيَّامُ الجامعيَّة تمضي سريعًا جدًا، ستنقضي بتفاصيلِها وستقفين في موقفِنَا هذا تودعين كلَّ شيء، مثلما نودِّع نحن مقاعدَنا الدراسيَّة، وزوايا الكُليَّة وأركانها، نودع أماكنَ كانت فيها همساتُنا ضحكاتُنا نقاشاتُنا الحادَّةِ ومزاحُنا، حتَّى أستاذاتُنا باتت نظراتُنا تودعهم بصمت!
فكوني عندما يحينُ الرحيلُ قد جعلتي في كلِّ مكانٍ بسمةٍ وحسنة.