"2"
في كوة المساء ، راقبت الشبح المعتم ينسحب من خلفي .. كأنه يفتح شدقا ًساخرا ً .. التفت ناحيته متفاجئة .. أعاتبه زاعقة .. أهجم عليه ثائرة ..
- هل تهزأ مني ..؟
تراجع منحسرا ً بصمت مهول .. اقتربت منه على الحائط .. أتحسسه بيدي .. بخوفي ..
- إلى أين ترحل ..؟
لكنه كان منطويا ً فوق نفسه .. كما تتكور اللحظة في أحضان صمتها ..!!
فهمت أنه لا يعرف السخرية .. لا يحب العتاب .. يكره الفضول .. فهت أن الظل جاد .. لا يهتم لسخرية الآخرين .. فحقدت على نفسي !!
كدت أكرهها .. حينما رأيته بعيدا ً .. صامتا ً .. منكمشا ً .. اعتدت أن أراه هائلا ً .. ضخما ً .. مسيطرا ً .. مكابرة .. أقترب منه .. أمد كفي .. للصلح بيننا .. أسأله ..
- إذا ً .. أنت تحاورني .. وتنتظر الإجابة ..؟
اكتشفت وقتها أن الظل مارد .. متوهج بالحيوية .. لكنه لحظة غضبي منه يسقط منكمشا ًَ .. وراء الجدار الصامت .. البارد ..!!
يتبع ....
دمعة في زايد