منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - " رثاء / لأخي عبدالله
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-16-2015, 12:33 AM   #1
موزه عوض
( كاتبة إماراتية )

افتراضي " رثاء / لأخي عبدالله


:
:



رثاء في أخي عبدالله




انتابني الأسى لفقدانكَ
وقفتُ مذعورة وحولي
أصابعي العشرة كأنها أمست مبتورة
كل ما تذكرت النبأ بالهاتف
توفي خالي عبدالله ..!
لماذا يا سلطان لماذا يا ابن أختي ؟
كيف لك أن تصعق قلبي بخبرا كهذا ؟
لم يسعفني الوقت
ارتبكت عقارب الساعات حولي
انهارت قواي
دكت اطراف أقدامي منهارة
على الأرض
صرخت ..وصرخت
هذياني بات مسموعا
لملمتُ ذاتي المهزومة
المذعورة ..
هناك وهنا
كل شيء متشابها
لماذا رحل ..؟
لا يمكن ان يرحل قبلي
فأنا أكبر منه
لا لا يمكن أن يرحل أخي الذي يصغرني
أخي الذي كان يوما قريبا لقلبي
عميقا ..ساكنا عروقي
لا يمكن أن يرحل ويتركني اناجي الليل
لأخبره كيف سألتقي بأخي الآن ؟
رحلتَ وتركت أشيائك الحلوة
زهراتك الثلاث ومعهم فوانيسك

آآه يا أخي ..
موتك انكسار على قيد الحياة
حياة عظيمة لم تؤرخ بعد في كتبي
صفعات مؤلمة على ملامح وجوهنا
الفراغ الجامد المؤبد الذي احاطنا
رحيلك ..
الرسالة الفارغة الا من
وجودك الذي كان الأجمل
الخيمة المعلقة فوق سقف الرمال الهائجة
الحزن الأكبر في تاريخي الطويل
أن نفتقدكَ ..
معناه ..الأنين ..الحنين ..
وطأة الفراغ الأبدي..
.
.

هناك اصطفوا
كلهم كلهم ..
يتحسسون قلوبهم
يحاصرون الواقع والخيال
يتلمسون الحاضر والأمس
كان سردي بلا ملامح
معجونٌ بالتأثير والدليل
تَوغلتْ الدموع وجنتي ..
بللتْ وسائد فكري بذهول ..
أحلامي التي أنطفأ وهجها
كل شيء يكبر فيني حد الشيخوخة ..
لا زال في ذاكرتي بَعْضكَ
يوماً كُنتَ زاهيا بقامتك الطويلة
بحبك وصمتك ولحن غيابك حولنا
تحمل فوق كفك الأيمن سعادة ورضى
والكف الآخر الحفاظ علينا ..
وتُخبرهم:

هنا كونوا ...هنا كونوا ..
فقدانك ذاك الاعصار الذي دك قوتنا
رحيلك مرارة علِقت في حناجرنا
وعزلة بلا وجوه ..
مات كل شيء حولنا
ذبلت اغصان أيامنا القادمة..

رحلتَ يا أخي على غفلة
من دون سابق إنذار
ساد الأنين بسطورنا
جفت عروق معصمي
وخفت الصوت وبلعني ..

رحلتَ بعيدا
حيث الخلود الأبدي ..

يا قطعة أنتَ من الفؤاد
في جسدي
حبيبي
قرة عيني
طالما لم يُشبعني عَذبُ حديثُكَ
والسمر معكَ ومبسمك وحنينكَ
ذهبتَ والعودة إلينا مُحال
ففي قلبي تسيدت الأحزانُ
عضيد باتوا أحبابه يرثونه
بقصائد فُقدُ ونثرٌ بكاءٌ لأجفان
تبكيكَ بناتُكَ
وأبنك الآخر لرؤيتُكَ ظمآنُ
يناشد الصمت مرة
وتارة يبتسم حيرانُ
ترثيكَ أمي بحسرة
ثم حسرة ثم تمتم ليته لم يموت
ليلملم لي تناثر اوراقي
يا أمي ..يا أمي
أخبرتها :
"عبدالله راح راح عند ربه "
وعلى دكة بيتها تناثرت أوجاعي ..
رباه يا رب السموات والأرض
رحماك لأخ كانت أخلاقه
رحمة وصبرٌ وأوطانُ
وعفة تزدان بالعنبر والزعفران ..
أسألكَ الصفحُ له يا ربي والعفو والغفرانُ
كانسكابُ مسكٌ من رحمتُك يا أللهُ
وزد عليه نورٌ من نوركَ
ويقينُ كرمٌ على نور محياه
رباه يا كاشف الغطاء
رجائي خفف عنه ثقل الأوزار
وأجعل من جنة الفردوس داره ومثواه .


.
.
الله يرحمك أخوي الغالي عبدالله
9/ فبراير / 2015
:

 

التوقيع

سبحان الله الحمدالله ولا اله الا الله


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

موزه عوض غير متصل   رد مع اقتباس