منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - سَاعَةٌ مِنَ التَّوَاصُلِ المُبَاشَرِ | [1] | أبعاد المقال
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-02-2015, 01:43 PM   #3
نوف سعود
( كاتبة )

الصورة الرمزية نوف سعود

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 9166

نوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي مُعَالَجَةُ النُّصُوْصِ الْإِبْدَاعِيَّةِ لُغَوِيًّا وَفَنِّيًّا!


،


مُعَالَجَةُ النُّصُوْصِ الْإِبْدَاعِيَّةِ لُغَوِيًّا وَفَنِّيًّا




رَحِمَ اللهُ زمانًا كانَ فيه الْكَاتِبُ عَالِمًا في اللُّغةِ وعَلَمًا! والْكِتَابُ مُعَلِّمًا ومَعْلَمًا! وفيه اقتربتِ الصَّحافةُ كثيرًا من فلكِ الأدبِ! وكانَ أهلُهَا أدباءَ أجلَّاءَ وسادةَ فكرٍ وذوقٍ رفيعٍ وفنٍّ! أمَّا كُتَّابُ اليومِ وصحافيُّوه؛ فإنَّهم مُغتصبون لِلْكِتَابَةِ الإبداعيَّةِ وعالةٌ عليها، وإنَّها أقلامهم عجفاء عوجاء عرجاء، إلَّا مَنْ أَبَى منهم واتقى ونأى بنفسه وارتقى، وأمَّا كُتُبُ اليومِ وصُحفه؛ فإنَّها تزيدُ -على الغالبِ- الطِّينَ بلَّة، وتُرسِّخُ في الأذهان الانحطاطَ اللُّغَوي والمعرفي، وتكرِّس التَّردِّي الفنِّي، ثمَّ تنحدرُ بالغايةِ إلى التَّربُّحِ، وبالذَّائقةِ إلى التَّسطحِ.

لَمْ يَسْلَمْ كَاتِبٌ من الوقوعِ –سهوًا أو جهلًا- في براثنِ الخطأ اللُّغَوي، ونشر النُّصوص ورقيًّا لا يعني -بالضَّرورة- خُلوَّها من الأخطاءِ اللُّغَويَّة، ولا حيازتها شهادة سلامة أو جودة؛ فغالبيَّة دور النَّشر المُعاصرة تجاريَّة في توجُّهاتها ولا تهتمُّ بالقضيَّة، وكثيرٌ من كُتَّابِ الطَّبْطَبَةِ يغضُّون الطرفَ عمدًا عن سلامة اللُّغَة.

وما دامتِ اللُّغَةُ هي مادَّة الْكِتَابَة وقلبها وقالبها؛ فإنَّه لا غنى لِكَاتِبٍ عن تَعَلُّمِ بعض علومها وفنونها والإحاطةِ بشيءٍ من تقنياتها وتكتيكاتها، ولو بالحدِّ الأدنى، وكذلك لا حُجَّة لِمَنْ يتجرَّأ بالباطل عليها ويتجنَّى ولا عذر له؛ وإنْ احتمى ببعض التَّوجُّهات الحديثة الغريبة؛ الدَّاعية إلى نسفِ اللُّغَة من جذورها وتفتيتِ أصولها وفروعها، تحت ستار حرِّيَّة الإبداع، وجنون المبدع، وثورته على السَّائدِ والمألوفِ، وتمرُّده على القوالب التقليديَّة والقيود، وسعيه الدَّؤوب إلى التجديد والابتكار؛ وإنْ شطحَ في سعيه ونطحَ، وحادَ عن جادَّة اللُّغة وانحرف.

قد تشفعُ بعضُ العواملِ المساندةِ لما في بعضِ الْكِتَابَاتِ من هزالٍ وهشاشةٍ؛ ولكنها لا تشفعُ لِكُتَّابِهَا ولا تعفيهم من واجبِ التَّعلُّمِ والعملِ على صقلِ مواهبهم وتحسين لُغَتهم وتجويدها، ومَنْ يطلبُ المساعدةَ يجدها، ومَنْ يُعرضُ عنها، مع حاجته لها، فإنَّه يُفني قلمَهُ بيديه ويُضيِّعُ وقته وجهده، ثمَّ لا يَسْلَمُ من الطَّعنِ والذَّمِ، إذ ما اجتمعَ التَّعنُّتُ مع الجهلِ؛ إلَّا كانتِ الطَّامَّةُ تامَّةً تامَّةً!

مهما تستَّرَ الكاتبُ على عيوبه وتذاكى، ومهما جَمَّلَهُ أهلُ النِّفاقِ وجَامَلُوْهُ؛ فإنَّه القارئُ أذكى من أنْ يُخدعَ، وأقدر على كشفِ المستور، وعلى التَّمييز –ولو بعد حين- بين الدَّعي والمُبدعِ. وعلى كل حال؛ فإنَّه الْكَاتِبُ وحده من يتحمَّلُ مسؤوليةَ كتاباته المنشورة، وعليه تقعُ –قبل غيره- مُهمَّةَ تدقيقها قبل نشرها وتنسيقها؛ كي لا يجدَ –بعدَ ذلك- نفسَهُ في حرجٍ شديدٍ وورطةٍ. والمصداقيَّةُ تحتِّمُ والأمانةُ على كلِّ مَنْ يستعين بمدقِّقين لُغويين أنْ يُشيرَ إلى ذلك صراحةً ودون مُواربةٍ.

هذا فيما يختصُّ بالْكِتَابَةِ والْكَاتِبِ؛ فماذا عن النَّقدِ والنَّاقدِ والنَّصيحةِ النَّاصحِ؟
قد يُمَجُّ النَّقدُ ويُنْبَذُ، وتُسْتَقْبَحُ النَّصيحةُ وتُهْمَلُ، وقد يُسْتَهْجَنُ الأمرُ من غير أهله وفي غير موضعه، وقد تنهارُ عمليةُ التَّوجيه برمَّتها؛ إذا ما كانَ المُوجِّهُ ساخِرًا أوساخِطًا أو مُنحازًا أو مُتحامِلًا، وكانَ التَّعاملُ جائرًا وجارحًا، والآليةُ فاضحةً وفاسدةً. والرِّفقُ محمودٌ في مثل هذه المواضيعِ والمواضعِ، والتَّواضعُ مطلوبٌ مِمَّن يتصدَّى لها؛ كي لا يتحوَّلُ الخطأُ إلى خطيئةٍ والزَّلَّةُ إلى كبيرةٍ.

 

التوقيع

،
،
،
"﴿‏سبْحَانَ اللَّه، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَاللَّه أَكْبَرُ﴾"

نوف سعود غير متصل