طُقوس الكتابة أو عاداتها؛ تعني -من جهتي-: أنْ تُوفِّر لنفسك -عند الكتابة؛ قبلها أو في أثنائها- الأجواء المُحفِّزة على الإقبال عليها بحيويَّة وحماس، والانطلاق فيها بتحرُّر وأريحيَّة وتحليق واندفاع، ثمَّ الاستغراق التَّام فيها؛ مُبدعًا، ومُستمتعًا؛ حتَّى بمعاناتك وعذاباتك، ومُتحصِّنًا من مُحيطك الخارجي؛ بستار رهيف شفيف، مع القدرة على المُوازنة والتَّحكم بعوامل الوصل والفصل الدَّاخليِّ والخارجيِّ، بمعنى أنْ تكون مُنشغلًا، لا مُنعزلًا، ومُستغرقًا، لا مُغيَّبًا ولا غافلًا؛ فثمَّة خيط نوراني رفيع؛ يصل بين داخل الكاتب وخارجه؛ ينبغي -عند الكتابة- أنْ لا ينقطع، وفي الوقت ذاته؛ أنْ لا يُشوِّش على وجدان الكاتب أو يشتِّت تركيزه. الخلاصة؛ يُمكنني القول: إنَّها (طقوس الكتابة) تعني: أنْ يختار الكاتب لنفسه -من المُحفِّزات والمُقبِّلات- ما يحرضه على الكتابة المُبدعة ويفتح شهيته لها، ثمَّ اعتماد تلك الطُّقوس واعتيادها.