[فاطمة الحمزاوي]

إلى وجهي الذي أضعت في زحمة الصراخ
إلى روح سبقتني في الرحيل ولم أستطع اللحاق بها
..
يتيمة أنا كطلقة اخيرة
أعلّق حضوري
على شجر القوافي
.....
في ذاكرتي مسرحيّة وجع
مسروقة نهايتها..
أشرع للحلم
ستائر الانتظار..
وأجمع رماد غيمة
اطفأها الوقت..
.....
لي وميض الليل
في صخب المساء
ولي بعض حرف
أعجنه بماء أحداقي
لي صلصلة السكون
في صخب المساء
لي هامة الفاجعة
ولي قبر من ورق
.....
تحت جلدي
صرخة تتأهّب للموت
وصوت أضاع شفتيه..
.....
أيها المعنيّ بموتي
تريث..
.
لن أخرج من هنا
قبل أن أنحت وجهي
على الجدار..
وأطلق أيائل الضوء
خلفي..
.
أحلامي المتبرجة بالطين
تسقيني للربيع حتى الثمالة..
.
وحدها الألوان تسترهذا العراء
وتمشط شراسة الوحدة
في مواسم قلقي..
.
أيها المعنيّ بموتي..
.
انتبه وأنت تقترب من التراب
حتى لا تدوس عطري..
إني كلما عضّني الفراغ
اعتصمت بالريح
وتوغّلت في أنفاسي اكثر..
.

أيّها المعنيّ بموتي..
.
سوف تتسلّق العتاب إليّ
وسوف يمرّغون الشّماتة
في خيبتي..
.
الحسرة تتفشّى في الماء
والوقت يلملم الأيّام عنوة
ليحشرنا في الذاكرة..
.
أنا التي وهبت خجلي
للّغة
وبدأت الرّحيل
إلى صحوي منذ زمن..
.
لا ضير لو أضرمت البياض
في عتمتك قليلا
أو صفعت غرورك بوجه
ليس لي
فأنا لا أملك في سفري
سوى ضحكة
وبعض حرف أهشّ به
على وجعي..