الدِّقة والحشو - الجمال والبشاعة
وجبات خفيفة ستكون، نسطر بها ما تَعلَّق فوق غصون الزيزفون
يقول أبو الطيب المتنبي:
ووضعُ الندى في موضعِ السيفِ –بالعلا
مُضِرٌّ- كوضعِ السيفِ في موضعِ الندى
الندى هو البلل، وهنا معناه السخاء والجود.
يريد أن يقول إن لكل أمر ما يناسبه، فالجود لا يصلح التعاطي به مع المجرمين، والسيف لا يصلح استعماله فيمن ينبغي لهم الجود، وهاتين المخالفتين بالعلا تضران.
لا يهمنا المعنى هنا، تهمنا الدقة في استخدام الكلمات وتذليلها،
ولكي نحسب الدقة وجب أن نسأل: هل هناك كلمة يمكن أخذها من هذا البيت دون أن يُخلَّ ذلك بمعناه؟ وهل هناك كلمة يمكن إضافتها إليه لتزيد في معناه شيئا؟
هذا هو أحد مقاييس الجودة في الشعر، أن تكون الكلمات دالّةً على المعنى المراد دون نقص أو زيادة.
أن تكون كل كلمة خادمةً للغاية من البيت، بل أن تكون أوفى الكلمات خدمةً لغايته،
أن يقول الوزن للشاعر لك هيت، فتلتوي في يديه الحروف، وتتلون بالشطآن السقوف.