[سيرين]

يوم من النيل او كما كنا نسميه ونحن صغار البحر ~~



في الاجازات والاعياد كنا نسافر الي جدودنا بالريف وقبل انشاء الكباري
كان يجب علينا للانتقال من ضفة الي اخرى للوصول للقرية ان نركب معدية " مركب صغير "
وبشغف الاطفال كنت اتابع اسرة المراكبي ومااحصده من اجابات لاسئلتي من بعض اقاربي
حياة النيل علمتهم الكثير من الامور بفطرة وتلقائية كالسباحة والتجديف
وهذا ما فسر لي جرأتهم في المياه ورعبي منها رغم عشقي للبحر ولكن من بعيد لبعيد
كانوا يؤمنوهم من الغرق ورغم متعة الحياة والابحار والصيد بعيدا عن ضجيج المدينة
الا ان هذا لا ينفي ما تلحقه بهم مثل هذه المعيشة من اضرار ومشاكل
فالحياة علي ظهر مركب في الصيف والشتاءوالتعرض للمطر
ر غم انهم يحتمون بظلال الاشجار علي الشط او تحت كبري او بالغطاء
لكن كانوا يصابوا بكثير من الامراض لتواجدهم المزمن بالمياه
ر طوبة و روماتيزم اقعدت الا بن الاصغر ذو العشرين عام وتحملت امه الكثير من مشاق العلاج
حتى ماتت الام وتولت رعايته الجدة
وامام تضحيات الجده حاول هذا الا بن ان يخفف من معاناتها فينتهز فر صة تركها المركب
لتبيع ما اصطادته او شراء طعام اليوم فيحاول ان يرمي بالشباك لعله يصطاد بعض السمك
ولكن اختل توازنه وتوازن القارب لينقلب الاثنان بالمياة ولا ينقذه الا عودة اخيه بمركب صيده
لذا لم تجد الجدة من طريقة تطمئن به عليه الا ان تلبسه طوق نجاة من الكاوتش
تر بطه بحبل وتربط الطرف الاخر بساق شجرة عالشط حتى ينقذه من الغرق اي وقت
بعدما ضعف جسدها واصبحت لا تقوى علي جذبه بمفردها
كم كانت عظيمة تلك الجدة
لقد تعلمت الصبر وصارعت الامواج وصنعت لاحفادها حياة اخرى
اكثر امانا واستقرارا

واختفت المعدية ككثير من ملامح الزمن الجميل