ربما يسأل البعض ويتعجب من التصاق صفة الحزن بزهرة البنفسج فنظرت في الأمر وبدا لي بأن الحزين إذا رأى بنفسجة وألقى عليها نظرة منه تبعثرت على صفحتها بتلك النظرة كل أشجان الحزين وزفراته فتنتشر روحه المتأملة وتسري في عروق البنفسج فلا تفارقها إلا وقد أودعتها جميع أسرارها فبدت على ملامحها تلك الألون الحزينة ويكأن البنفسج من رقته ورهافة حسه قد امتص الحزن من تلك الروح الحزينة.
ولعل ذلك يفسر تلك الراحة الغريبة التي تعقب تأمل البنفسج.
فأي حزن ذلك الذي يهب السعادة!؟.