عِشقي لَها ذاتَ العَبيرِ أباحَ لي
شِعراً لَها سَكباً تَباكى هطلَهُ
يا مَن تَرجّى مِن مَواقيتِ النَّدى
زَهراً، فهاكَ الزّهر أودى بُخلَهُ
الزَّهرُ يُبدي للأماني نورَها
بِخفيٍّ وَحيٍ قَد تبدّى سُؤْلَهُ
مُستَعطِرٌ مُستَرسِلٌ في غَيّهِ
مُتفرّدٌ، ما جيءَ مِنهُ قَبلَهُ !
للزّهرِ ألواناً تَبوحُ بِسرّها
رُحماكِ يا أزهارُ صوني قَولَهُ
العاشِقُ المَفتونُ في سِحرِ النّدى
مِن خَلفِهِ واشٍ يُحاكي حِلّهُ
يُوْمِي إذا ما لاحَ صيتُ حِكايَةٍ
مِن قَلبِ مَعشوقٍ يُناجي خِلّهُ
وأخالُهُ قلبُ الوُشاةِ كما اللّظى
مِن بَعضِه يَقتاتُهُ طُعماً لَهُ !
مَن يُنصِفُ العُشّاقَ مِن دَربٍ أبى
إلّا امتِداد الخَطوِ يُتبِعُ ظِلّهُ ؟!
هَوناً ضِفافَ الدّربِ رِفقاً بِالهَوى
مِن أيّها يا قَلبُ تَلقى ؟ .. قُل لَهُ !
مِن عابِثٍ مُتربصٍ لَكَ كُلّما
نَبَضَ الفُؤادُ عليكَ أحصى كُلّهُ
أم مِن قُيودِ الحيلَةِ الصمّاءِ إذ
يَسعى، وشوكُ الدّربِ يُربِكُ نعلَهُ
لا تَعجَبوا يا مَعشَرَ العشاقِ من
قلبٍ دَنى قد عيلَ فيهِ حِملَهُ
كالزّهرةِ الورقاءِ في عُنقِ الضّحى
تَندى بُكاءً ظَنّهُ الصبحُ لَهُوْ
دَع عنكَ رَهقَ الأمنِياتِ وبؤسَها
فالحبُّ كالأزهار لا عُمراً لَهُ !