فصل غياب خامس ( 2)
تخلل الحفل استراحة ، حاولت التهرب منه لكن لا جدوى ظلت عيناه ترقبني من بعيد .. ولا أنكر أن وجوده قد هز كياني ...
وأعادني إلى حقبة حاولت جاهدة أن أجعلها طي النسيان والكتمان ...
يا الهي ... ساعدني فأنا في موقف لا أحسد عليه ...ما إن استدرت حتى وجدت نفسي وجها لوجه معه
- مساء الخير سيدتي ، إن لم تخونني الذاكرة فأنت مريم ...!!!
تمالكت نفسي وبالكاد حاولت أن التقط أنفاسي ...وبابتسامة بسيطة متكلفة بعض الشيء
- أهلا بك أستاذي ...أجل مريم .
- يا الهي ، لقد مضى زمن لم نلتق به ، حضورك أذهلني ، لم تغيرك الأيام ما زالت ريانة خضلة ،
تلقين بظلال روحك المرحة ، ووجهك الملائكي والبحة التي في صوتك ، كأنني فارقتك للتو .
- شكرا لك ... لكن المعذرة منك سيدي ....لدي المزيد من الفقرات ..
أتمنى أن تستمتع بوقتك ...
- سعادتي اليوم أنني التقي بك من جديد ، حقا إنها محض صدفة وما أجمل الصدف التي لا تحمل الانتظار ....
لا أصدق ما تراه عيوني بعد سنوات عجاف .
- أشكر كرم حضورك
- هل تسمحين لي بأن ألقاك بعد الانتهاء من الاحتفال ... .
ترددتُ ....ولم أعرف ماذا أقول له
عندها قال بسرعة
- ما رأيك أن نلتقي غدا في الساعة السابعة مساءا في نفس المكان ، أعلم أن الوقت اليوم متأخر بعض الشي ؟؟؟
- سأحاول
- سأكون في انتظارك عل أحر من الجمر ...لكن أرجوك لا تغيبي، ثقي بي ولو لمرة واحدة .
- غدا في الساعة السابعة مساء
ونظر اليَّ بعيون ملؤها الشوق والحنين
ومضى الحفل بخير وسلام ...لكنني أسمع وجيب قلبي ....دقاته كطبل أجوف لم أسمعها منذ زمن بعيد.
وعدت الى البيت وكأنني أحمل حملا ثقيلا فوق كاهلي ولا أاعلم كيف سيكون عليه غدي
وطلبت من الله مرة أخرى أن أتجاوز هذه المحنة ...فلم أعد أتحمل أي صدمة في حياتي .
وصدقا ...
لم تتذوق روحي طعما للنوم ...بقيتُ مفتوحة العينين أحلق في الجدار والجدار ، وروحي ترسم صورا للماضي
البعيد ، وحزن ينهش صدري ...حتى كان يجهش في البكاء .
أي أقدار هذه ... وأي وجع يعصف بكياني ، حتى أنني استفقتُ ظهر اليوم التالي محاولة أن أستعيد روحي من
جديد ..فقد تجاهلت كل نداءات أمي ، وحتى ذهابي الى العمل ، لم أكن قادرة على تحمل المزيد من الضغط أو الأنفعال .
ويتبع
فاطمة وفصل غياب خامس
....