"صِحَّةُ الْخَلِيْجِ أَرْبَعُوْنَ عَامًا .. *
الْحَمْدُ للهِ رَبِّيْ سَابِقِ الأَزَلِ
وَوَاهِبِ الْخَيْرِ لِلْإِنْسَانِ وَالنِّحَلِ
نَعْمَاءُ رَبِّيْ تَفُوْقُ الْوَصْفَ عَنْ سَعَةٍ
مَا كُلُّ أَفْضَالِهِ تُحْصَى عَلَى عَجَلِ
الْوَاحِدِ الْقَاهِرِ الْبَارِيْ وَخَالِقِنَا
سُبْحَانَ رَبِّيْ وَيَحْمِيْنِيْ مِنَ الزَّلَلِ
إِنَّ الْخَلِيْجَ بِنُوْرِ الْفِكْرِ وَالْمُثُلِ
يَحْيَا سَلِيْمًا مِنَ الأَدْوَاءِ وَالْعِلَلِ
تِلْكَ السَّوَاعِدُ لَا شُلَّتْ وَلَا خُذِلَتْ
قَدْ وَحَّدَتْهُ عَلَى دَرْبٍ مِنَ الْمُقَلِ
فَصِحَّةُ الْجِسْمِ تُهْدِي الْعَقْلَ رَوْنَقَهُ
وَالْعَقْلُ دُوْنَ صَفَاءٍ غَيْرُ مُكْتَمِلِ
وَأَرْبَعُوْنَ مَضَتْ قَدْ كَانَ قَادَتُنَا
بِهَا حَرِيْصِيْنَ أَنْ نَبْقَى بِلَا وَجَلِ
قَدْ وَحَّدُوْا مِنْ جُهُوْدٍ بَاتَ يَحْمَدُهَا
ذَا الْمُوَاطِنُ فِيْ سَهْلٍ وَفِيْ جَبَلِ
فَقَادَةُ الْخَيْرِ قَدْ صَانُوْا مَوَاطِنَهُمْ
وَشَيَّدُوْا دِوَلًا تَزْهُوْ عَلَى الدِّوَلِ
مَا قَصَّرَ الْوُزَرَاءُ الْغُرُّ عَنْ هِمَمٍ
تَسْعَى لِصِحَّتِنَا بِالْعِلْمِ وَالْعَمَلِ
إِذْ أَنْشَأوْا مَجْلِسًا لِلنَّاسِ قَاطِبَةً
جَمَّ الْمَنَافِعِ فِيْ حِلٍّ وَمُرْتَحَلِ
وَصِحَّةُ الأُمِ تُعْطِي الطِّفْلَ بَهْجَتَهُ
مَا الشَّمْسُ وَقْتَ الضُّحَى كَالشَّمْسِ فِي الطَّفَلِ
سَلَامَةُ الْفَرْدِ نَهْجٌ مِنْ مَبَادِئِهِمْ
مَا بَدَّلُوْا النَّهْجَ فِيْ رَاْحٍ وَلَا شُغُلِ
هَذَا الْخَلَيْجُ مَضَى فِيْ صِحَّةٍ فَرحًا
يَمْشِي الْهُوَيْنَى وَعَيْنُ اللهِ فِي الأَمَلِ
تِلْكَ الأَوَاصِرُ وَالآمالُ تَجْمَعُنَا
نَفْسُ الْمَصِيْرِ وَنَفْسُ النُّطْقِ وَالزَّجَلِ
أَرْضٌ تَقَمَّصَ أَضْلَاعِيْ مَفَاتِنُهَا
لَا نَاقَتِيْ فِيْ سِوَاهَا لَا وَلَا جَمَلِي
قَدْ رَفْرَفَتْ رَايَةُ الإِيْمَانُ وَابْتَسَمَتْ
عَلَى السَّمَاءِ سُعُوْدُ الْبَوْحِ وَالْجُمَلِ
زُهُوْرُ شِعْرِيْ كَمَا فِيْ بَدْءِ مَطْلَعِهِ
هَذَا الْخَلِيْجُ فَيَا قَلْبِيْ وَيَا قُبَلِي
* شعر: عبد الإله المالك الجعيب
* نشرت في مجلة صحة الخليج الصادرة عن المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لجول مجلس التعاون العدد رقم 134 تاريخ يناير 2016