أحبتي , إنّ وشيجة الأدب أقوى من وشيجة النسب ؛ وهذا أمر عرفته من تتبعي لسير الأدباء , فقد وجدتُهم يكلف لاحقُهم بسابقهم كلفاً لا يدانيه كلفهم بآبائهم أو إخوانهم فضلا عن أن يكون مثله أو فوقه , فكم أثنى الحريري على الهمذاني ودعا له بصالح الدعاء , وكم أثنى الشريسي على الحريري وملأ الدنيا دعاء له بقوله ـ برد الله مضجعه ـ , وكم بلغ جنون المعري بالمتنبي , وإلى أي مدى وصل هوس طه حسين بالمعري , وكم أتعب محمد محي الدين عبدالحميد نفسه وهو يشرح كتب النحو والأدب ويقول كل هذا وفاء بحق أوليائي وأحبائي العلماء والأدباء ... إلخ , كل هذا وغيره كثير يؤكد صحة ما ذهبت إليه من أنّ رابطة الأدب أقوى من رابطة النسب ! . حفظكم الله أيها الأدباء .