اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفية عبد الله
و الله يا رشرش هذي جدتي لأبي عمياء منذ الصبا لكنها جلدة البدن و النفس و الفكر معا - كان يقال أنها تنحر البعير لوحدها-،
و لها ثلاث أبناء من ثلاث أزواج ،
انفصلت عن الأول و مات الثاني هو جدي لأبي بينما كانت حبلى بأبي و انفصلت عن الثالث ،
رعت أبناءها لوحدها ، و لست أخبرك بعد عن أبي الأسطورة !
و تلكما خالتاي ...
الكبرى بالكاد كان زوجها يخرج من السجن لديون وسوء إدارة لتجارته.. كان يعاوده سريعا ،
فكانت تستغل العربات العابرة سفرا من القصيم للرياض تركبها.. تجلب بضاعة .. و بفضل الله تجيد فن البيع و الشراء ...
هكذا منذ كان ابنها البكر طفلا حتى أنجبت كل أبنائها من زوجها بالسجن و عندما خرج لآخر مرة توفي بحادث سير ،
كبر الاستثمار فيهما معا التجارة و الأبناء بتعليمهم حتى اشتغلوا، و كبرت هي و مرضت فتوقفت عنها ، ثم توفت رحمها الله بعد أن تركت ...
طيارا و مهندسين - رحمهما الله توفيا الاثنين- و تاجرا و لا تحضرني مهن البقية .
خالتي الأصغر منها ابتليت بإحدى الذكور الذين يمتلأ زماننا بهم و بالله المستعان ،
و في حين كانت أكبر بناتها لا تزال طفلة بينما حولها جيش أعمار بين الطفولة و الرضاعة طردها زوجها رميا على قارعة الطريق - أبي يحكي المشهد كطفل و شاهد عيان ، فهما وأمي بنات خالته -
رءاها أحد العابرين فأشفق عليها و أعطاها غرفة طين مهترئ -من أثر سنة الهدام وهي فترة مطر قضت بيوت نجد و سجلت بالتاريخ - و بالكاد يقوم سقفه و جداره ،
لملمت صغارها و جراحها في تلك الغرفة و استأنفت منذ الصباح التالي ترد على مزارع الناس لتنزع بيديها الشجيرات و الحشائش الضارة كي لا تتلف المحصول مقابل أجر زهيد جدا ...
اشترت بقرة ... غرست بضع فسيلات نخل ... فلاحة صغيرة ... كبرت فبنت بيتا شعبيا صغيرا بداخل مزرعتها ...
و هكذا استثمرت بهما معا مزرعتها و أبنائها الذين تعلموا و اشتغل معظمهم في مجال التعليم ، رحمها الله أيضا و رحم أمي معهما .
مرحباً بالقصة ..
إنني أبحث عن ظل " حيطة " هنا ،
عفوا .. أعني رجل .
|
صفيّة الحبيبة
من قال أنّها دون آدم تُبتَرُ يَداها !
هي العطاء والمواصلة والإرادة الـ تَستَنبِتُ الماء من أرضٍ جدباء قاحلة
كثثُرٌ هي الحكايا ولا تَكادُ تُحصى إطارُها والمضمون هيَ دون هو
بوركت أياديهُنَّ وقلوبهنّ
وجُزينَ الجنة
لروحك الجميلة القريبة
محبتي