حاشاك لم تقولي شيئا،
غير أن نشوة عينيك أفصح من كل لغات العالم!..
حاشاك لم تتشبث بجدار ذاكرتك أبجديات المساء بعد،
فلا الرند احترق،
ولا اليحموم قد علق،
ولا مطر،
ولا غرق،
ثم أن أنفاسك العطرة لم تقترن بأريكتي اليتيمة،
ولم تتركي بقايا عطرك على وسادتي،
غير أن خدك البهي قد ابتسم!،
ورسم بعين السهاد وجه القمر!
حاشاك لم تسكبي في كؤوسي بنت كرمة واحدة
لكنك تشبهين الضوء،
والكحول!..
ها برعم ثغرك،
وتفاصيل شفتيك يماثلان خمر الجن!،
وعسل الجنة!..
حاشاك لم تقتلي،
بيد أن صدرك قد انتفض!،
كساحة وغى!،
وفارسين من التتر!
حاشاك لم تطئي بعد معارج أمسياتي..
لم تشعلي المصابيح في زوايا خلوتي،
ولم تدعي حمائمك البيضاء تصدح بالهديل،
غير أن جسدك المثقف
المنحوت بضوء الشمس!
علمني كيف احتضن القيثار!،
وكيف أداعب فيه الوتر!
حاشاك لم تقتلي،
ولكن..
بالله يا قاتلي قل لي كم قتلت ؟!.