تتصارع مع البشر لفترة طويلة ، تارة يغلبونك وآخرى تنتصر عليهم ، ولم يخطر ببالك يومًا أن تتصارع مع المرض . هذا الطفيلي الذي سيبزغ في أحشائك كلمح البصر ، وسيتغذى من لحمك وسيجري في دمك ليل نهار. هذا العدو الخفي الذي لا تعرف من هو ولكنه يعرفك جيدًا ، الذي سيناديك دائمًا بسيء الحظ لأنه اختارك من بقية البشر ، وأقام في جسدك رغمًا عن أنفك . كل ما تعرفه عن هذا العدو الخبيث أنه ينقسم إلى نوعين : روحاني وعضوي ، الروحاني : علاجه بالقرآن والرقية الشرعية ، العضوي :علاجه بالأدوية . ولكن ثمة أمراض عضوية لا شفاء منها ولا بد لك أن تتعايش معها .
إن الخبيث سيعبث بمعدتك وبقلبك وسينخر رأسك في نفس اللحظة وستشعر بتنميل في أصابع القدم وثقل الساقين ـ الطبيب سيعطيك الأدوية والشيخ سيقرأ عليك وكلاهما لن يقدرا على علاجك . ماذا ستفعل بعد كل هذه المحاولات البائسة لاسترداد عافيتك النفسية والجسدية ؟ ستصارع مرضك وحدك وستعاني وتتوجع وتتألم وحدك كمنبوذ حكم عليه الرب " لا مِساس " . إن أقذر الأعداء من لا تراه ولكنك تشعر بوجوده في كل حين ويقضي عليك بسهولة في نهاية الأمر .