قيود حضورها
تُلزمني بأن أدور حول كواكب الارض
لـ أصوغها مداد إنبلاج لـ ميلاد جديد
كي تفك أسر الصمت
و يزهر الربيع في كفي مدراراً
ارتديت بدلتي اللازوردية العطر
و التقيتها في المعبد المقدس عند منعطف نهر الحنين
طبعتُ بين شفاه النرجس الحزين
قُبلة الطائر الجريح للغريق
و همست لها بـ صدى صوت عُصفور أسير :
انظري كيف في البُعد يمتزج ماء البحر بنار الفقد
وكيف تشتهيكِ حول وسائدي
لذة القبض على الجمر
بنور الصبح الواثق في وجه العتمة
و الحلم اليقظ بين الصوت و الصدى
فما كان منها إلا أن همست لقدمي المزروعة في طينها
بقدم الحلم الصغير
و مني اقتربت أكثر حتى غاصت في بياض زجاجي
تتلمس تفاصيلي و تتحسس تقاسيم وجهي
الغائبة في حسنها و ألوان قميصها الوردي
فـ أطلقتُ لها عنان الحلم الربيعي
كي تُشرق من عيني على عيني
كـ إشراقة شمس الضحى في ربيع نيساني
حتى جذبتني من رباطة عنقي البيضاء بسيل النداء
و همست لي :
أنتَ ولدت من رحمي ذاتَ مخاض
و اني سـ أبقى يَمامة ليلك التي لم تُخلق سوى
لـ أعراش سنابل صدرك
فـ احتويني
كـ ثمثال يتكئ على أقدامي خشوع الرهبة
و أسدل على جسدي ستائر الرحمة !