
ماذا لو طلب منك أن تكون ضمن رواد الفضاء لزيارة القمر؟!، لا شك في إنك ستوافق على مثل ذلك مهما كنت جبانا، فالهبوط على سطح القمر، والشهرة المرافقة لذلك تستدعي المجازفة، والتضحية، وعليه يبدو لي إن بني البشر شعوبا من المجانين، إذ إنهم منذ الأزل السحيق، وعيونهم، وعقولهم، وقلوبهم مشنوقة نحو القمر - حتى أصبح لكل عاشق قمره، ومداره، وربما شهرته -، ولذلك رأينا، وعرفنا الشهرة التي يتمتع بها آرمستونج، وفالنتينا تلشكوفا، ويوري جاجارين، وإذا كان الأمر هو هكذا بالنسبة للبشر، فالأمر أيضا لا يختلف بالنسبة للكائنات الفضائية المغرمة بكوكب الأرض التي تغزونا بين حين، وحين بأطباقها الطائرة، وبين ذاك الصعود، وذاك الهبوط لا يهمني سقوط تفاحة نيوتن، ولا صعود بخار المطر، بل، ولا يهمني ضياع إيزنهاور لمدة ثلاثة أيام برفقة طاقم ذلك الطبق الطائر، كل ما يهمني هو تلك المجنونة الفضائية التي أترقب هبوط طبقها الطائر على سطح منزلي لتأخذني برفقتها لمدة ثلاثة أعمار !.