منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - - عندما يتهادى الخيال - بقلم | فتاة تهامة
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-16-2016, 08:48 AM   #1
فاطمة ناصر
( شاعرة )

الصورة الرمزية فاطمة ناصر

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 35

فاطمة ناصر لديه مستقبل باهرفاطمة ناصر لديه مستقبل باهرفاطمة ناصر لديه مستقبل باهرفاطمة ناصر لديه مستقبل باهرفاطمة ناصر لديه مستقبل باهرفاطمة ناصر لديه مستقبل باهرفاطمة ناصر لديه مستقبل باهرفاطمة ناصر لديه مستقبل باهرفاطمة ناصر لديه مستقبل باهرفاطمة ناصر لديه مستقبل باهرفاطمة ناصر لديه مستقبل باهر

افتراضي - عندما يتهادى الخيال - بقلم | فتاة تهامة


.
.

عندما يتهادى الخيال
بقلم : فتاة تهامة
.
لعل ما يجعل للقصيدة آفاق ممتدة ، هو الخيال . هذا الفضاء الذي يضع أحماله في قلب الشاعر و عقله.. يقول أحد الحكماء" الحياة غابة كثيفة " ، بين القسوة و اللين ، غير أنها تتغذى على الأفكار و قياساً على هذه الحكمة ، فإن الأفكار هي نبتة الخيال، حيث تجد شجرتها حينما تثمر قد أينعت من خلال خيال واسع و ممتد.. الخيال و الشاعر حميمان لا ينفصلان عن بعضهما البعض، و لا ينفكان ما داما في عمق البناء الشعري و باستحضار الجو المناسب لكتابة قصيدة.
و لأن الخيال يلعب دورا مهما في تعدد الصور و النواحي الابداعية لدى الشاعر، وجدنا التفاوت في استثماره من شاعرً إلى آخر، فمثلاً هنالك خيال متطلع و لمّاح و باحث جيد فيما يخدمه و يوظفه ، و ثمة خيال رهن الحركة اللحظية و أسير الركود المتكرر الذي قد يتسبب في ميلانه نحو النسخ الشعري من تجارب من سبقوه في مجاله.

و الواقع ، في كثير من التجارب التي خرجت من خيال عظيم ، وضعتنا في قراءات متعددة ، ليس لأنها استثمرت خيالا مختلفا ، و لا لأنها حظيت بأفكار موهوبة ، و أن كان ذلك مهما.. و لكنها ؛ لربما استحضرت الخيال بشكل واعٍ فوق العادة ، إذ جعلوه نقطة الانطلاق النهائية لبدايةً فعليه. وعليه تشعبت خيالاتهم في قصائدهم حتى كاد المتلقي أن يسميها - التجارب المنتقاه - و هذا بالطبع ليس بعيب بقدر ما هو اختلاف يتوجب على الشاعر الانتباه له و التنبؤ به حال كتابة النص الشعري.

الخيال في مدلوله الاصطلاحي يعتبر المساحة الحرة ، و الكون الذي لا حد له ، و ذلك بوصفه الممسك الأول و المقبض المحكم لدى الانسان فضلا عن كونه شاعر في النهاية.
كثيرٌ ممن نقرأ لهم من الشعراء، يطأون أرض الخيال بخيلهم و رجلهم تاركين آثارهم فيها. و قد يصعب على المتتبع في بعض الأحيان تمييز الآثر بعد الآثر. و لذا فقد يضيع الانتباه في التلقي و تختلف على المتابع بعضا من معالم الطريق في مسار القصيدة التي نتجت من خيال مكرور و فكرة مستهلكة.
أما الخيال المنفرد ، لفكرة بكر، فذاك خيال من النادر اكتشافه في ظل هذا الزخم الشعري، و السبب في تقديري هو إغفال جانب التفرد و امتطاء القصيدة بشكلها الظاهري و اعتمادها على مقوماتها البنائية و إهمال الجوهر الحقيقي لبقائها و تداولها ، و هو توظيف الخيال المناسب لفكرة مناسبة.

ما أود قوله. أن الخيال الحر يجب أن يرافقه فكرة حرة ليست مطروقة و لا موسومة من قبل شاعر آخر. و على ذلك فإن خيال الشاعر مساحته الكبرى و فكرته زمام قصيدته و قصيدته بطبيعة الحال شجرته التي ينوي غرسها .

----------

 

فاطمة ناصر غير متصل   رد مع اقتباس