منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - يبني في الهواء
الموضوع: يبني في الهواء
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-14-2016, 01:06 PM   #1
عبدالرحيم فرغلي
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالرحيم فرغلي

 






 

 مواضيع العضو
 
0 السراب .. رزق
0 أختي
0 اليُتم
0 موعد خطه الماء

معدل تقييم المستوى: 5060

عبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي يبني في الهواء


وافترقنا يا سلمى ، حشرتُ في ذاكرتي كل أمسياتنا .. حتى القمر الذي أطعمناه ضحكاتنا .. والأمكنة التي كانت تعيش من أجلنا ، حملتُ حقائبي .. لم تعلق بها رائحة المطارات .. لكنها مهووسة بالرحيل .. بالهروب من مرارة الوداع .. من تفاصيل حبنا ، أبيع نفسي لجشع الوحدة حيناً .. ومصاحبة النساء حيناً آخر ، كنتُ أتمنى خيانتك .. لأنسى كل أوجاعي ، لكن قلبي موقوفاً عليك .. على صوتك وملامحك ، إني رجل يستحق الرثاء ، فشلتُ في الحب .. وفي الخيانة فشلت .

تذكرين أم جابر .. المرأة التي تصافحها السماء كل صباح .. وتعيش الملائكة في حديثها ، وجهها ضاحك كأنما في داخلها طرفة لا تنتهي ، قلتُ لها وهي تتناول حفنة الريالات من يدي .. ادعو لنا بالزواج يا خالة ، مضت مبتعدة وهي تدعو لنا بالرضى .. غضبت منها حينها ، بعد سنين من الألم والسخط .. علمت أن طيور السعادة تسكننا حين نُرزق الرضى .

وتذكرين يوم تصدع كوب الشاي ، لعله لم يحتمل روعة حبنا ، غيرته من شفافية قلوبنا التي لا تواري لوعتها كزجاج نقي ، شظاياه تناثرت ، لكن شظية لئيمة تجرأت على طيبة إهابك ، انغرزت فيه كعدو شرس .. انحنيتُ أنا والمساء .. لنسكت ثرثرة الدم .. رقيق هو كروحك .. لم تزل فيه رائحة الدعوات وتسابيح الصلوات .. ضوء أحمر يشع بالدهشة ، من زمن بعيد وهو مخبوء لا يرى عالمنا الموبوء .

مضينا يا سلمى ، مضت المواعيد التي تلقينا على قارعة الوقت كجمر مشتعل ، تجعل قلوبنا قطعة لحم مهترئة يمضغها كلب الوساوس والظنون ، نرسم اللقاء قبل اللقاء .. والحديث قبل الكلام ، تجعل منا سمكة تتقلب في سرير الماء وتغازل الضوء برقصة جسدها الرشيق ، مضت ثورة الغضب الكبير لأسباب هينة .. كأن تتأخري عني قليلاً .. كأن تطيلي الحديث مع صديقتك ، أو تتركيني مصلوباً على مشنقة مساء لا أمل فيه لاتصالك ، كان لي قلب ليس فيه سواك ، الآن لديّ عدة قلوب .. أعذبها الذي يأتيني كل مساء .. أتحدث معه عنكِ .. عن شوقي وحنيني .. عن حبنا وفجيعة فراقنا .

شكراً لك سلمى .. ما زلتِ تسألين عن عبدالرحيم .. هكذا يخبرني الأصدقاء ، اشعر حينها بسيارة عريس تجوب داخلي بزهورها وزينتها .. وزغاريد النساء تتلبس دمي كجنيّ شقي ، أريد أن أقذف حجر يصل إلى كبد السماء .. فتتلفت وتراني أقفز بفرحتي وسعادتي .. أقول لها كم أنا سعيد .. فسلمى تسأل عني .
أنا بخير .. عرفتُ أن الدنيا قطعة بسكوت تغطيها شوكلاته شهية .. داخلها منفوخ بأوهام ومحشوة بحبات لامعة شديدة المرار ، بعض أيامي أعيشها كرجل عجنته الصحراء .. ليلي تعوي فيه ذئاب الحنين ونهاري شمس ثرثارة لا تعرف الصمت حتى تموت ، وبعض أيامي كرجل بحر مسكين .. سنارته كفيفة لا تهتدي لأفواه السمك .. كلما صعدتُ من غوص تذكرتُ أن اللآلئ ليست لمثلي ، وايام كرجل تربى بين الصالحين .. الاستغفار حلوى تذوب في قلبي وأتذوقها في فمي .. أود لو ينقضي العمر في سجدة .. أينما التفت وجدتُ الله ، عجباً لنا يا سلمى .. مثل الهواء .. لا نثبت على اتجاه .

 

التوقيع

المدينة المنورة ،، حيث الحب الكبير

عبدالرحيم فرغلي غير متصل   رد مع اقتباس