يا حبَّذا مَدَدٌ مِنْ جُعبةِ اللُّغةِ
لتستوي فوقَ عرشِ الشِّعرِ هلوستي
ليستطيعَ قريضي خلقَ معجزةٍ
تحتاجُ خِضْراً مِنَ التَّأويلِ أخيلتي
فرسمُ حُسنِكِ في وزنٍ وقافيةٍ
صعبٌ يُجسِّدُهُ طبشورُ مقدرتي
فأنتِ مِنْ رَحِمَ الإعجازِ قادمةٌ
وزهرةٌ مثلَما الزهراءِ فاطمةِ
أو حُورُ عِينٍ مِنَ الفردوسِ نازلةٌ
قَدِ أطَّلعتُ عليها قبلَ آخرتي
لو النُّبوةُ حتى الآنَ مُمكِنَةٌ
لقلتُ: إنَّي نَبيٌّ.. أنتِ مُعجزتي
قَصٌّ ولصقٌ جميعُ النَّاسِ مِنْ حَمَأٍ
وأنتِ مخلوقةٌ نورٌ بصَلصَلَةِ
جمالُ وجهِكِ لا شيءٌ يُشابههُ
كأنَّهُ القدسُ منزوعُ الصَّهاينةِ
عيناكِ وحيانِ لي لا ثالثٌ لهما
على جمالِهما إجماعُ أمزجةِ
بياضُ جِيدكِ لو تشرينُ يَلمَحُهُ
لأصبحَ الكونُ تشريناً مدى السَّنَةِ
كَفَّاكِ في لَبَنِ الفردوسِ قَدْ غُمِسا
يَدي تصيرُ حليباً في المُصافحَةِ
خُصلاتُ شعرِكِ والنَّسْماتُ تنثُرُهُ
أمامَ عينِيَ أفيونٌ لأوردتي
تكويرُ خصرِكِ والفستانُ يُبرزُهُ
أشدُّ مذبحةٍ مِنْ رمي قُنبلَةِ
تقبيلُ ثغرِكِ محسودٌ عليهِ فمي
فقدْ أُحلَّ لَهُ أكلُ الفراولَةِ
رؤياكِ ضاحكةٌ للرُّوحِ كهربةٌ
فواصلي كلَّما ألقاكِ كهربتي
نَفْسي إليكِ مِنَ التَّحنانِ جائعةٌ
وشمُّ عطرِكِ إطعامٌ لمسغبتي
ونفْحُ حضنِكِ كالجيتارِ فعلتُهُ
يُجيدُ بعثرتي.. أيضاً ولملمتي
فصوتُكِ الوارفُ المنسابُ في أُذني
يحتلُّ سَمعِي ويأبى عِتقَ جمجمتي
أنا أحبُّكِ بالكبريتِ اكتبُها
على ذراعي.. ووشماً فوقَ ناصيتي
لو استطيعُ بما أوتيتُ مِنْ هَوَسٍ
كتابةُ الشِّعرِ عَنْ مكنونِ عاطفتي
فطاحلُ الشِّعرِ تأتيني مُبايعةً
والشِّعرُ قِبلتهُ تغدو إلى جِهتي
هيهاتَ يا جُلَّنارَ القلبِ مقدرةٌ
أنْ تحتويكِ بيومٍ في مُعلَّقةِ
ولستُ باغٍ ولا عادٍ لأمنيةٍ
"موتي على يدكِ البيضاءِ أمنيتي"