كانت الحرب في لبنان قد بدأت .ومعها بدأت أزهار الغياب تتفتح في روحها وتدفع بها أكثر فأكثر إلى المساحة المتخيلة .
أخذ المتخيل يتسع ويحتل حياتها .وأخذت الغرفة الضيقة تتسع مع كلّ غياب .بداية خطفت قذيفة حياة محمّد .ثاني أبنائها ولمّا يزل في
الثالثة عشرة .وبعد سنة واحدة هرب حسن وعلي والتحقا بالقواعد العسكرية في الجنوب ودخلا في مجموعة الأشبال التابعة لكتيبة الجليل .
أما أحمد فالتحق بالكتيبة الطلابية قبل غياب محمد بشهرين .وحين سمع بوفاة اخيه قرر ان يعتبره حدثا عادَّيا في دورة الموت العبثي التي اجتاحت لبنان كله.
لكنّ علي أبو طوق أحد قيادات الكتيبة أصر وقال :هذه تقاليد الجماهير ويجب أن تحترمها . يجب أن تذهب وتودع جثمان أخيك .
رواية - حليب التين
الكاتبة الإعلامية سامية عيسى