منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - [ نُوسْتَالْجْيَا ]
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-07-2017, 11:41 PM   #63
مي التازي
( شاعرة )

الصورة الرمزية مي التازي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 174

مي التازي لديها سمعة وراء السمعةمي التازي لديها سمعة وراء السمعةمي التازي لديها سمعة وراء السمعةمي التازي لديها سمعة وراء السمعةمي التازي لديها سمعة وراء السمعةمي التازي لديها سمعة وراء السمعةمي التازي لديها سمعة وراء السمعةمي التازي لديها سمعة وراء السمعةمي التازي لديها سمعة وراء السمعةمي التازي لديها سمعة وراء السمعةمي التازي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


لا أشتاق للأشخاص بقدر اشتياقي للأماكن.
الأماكن لا تموت، و حتى و إن تغيّرت لا تخذل.
الأماكن كلها تحتوي، كلها تفرش أرضا و تهبك لونا أزرقا مباشرة فوق رأسك.
كلها تحيطك ببنايات تحمل حكايا لا حصر لها،
تتمعّن فيها فتكاد ترى وجوه العابرين و تسمع وقع خطاهم،
و إن عبروها قبل ألف عام.
أحب الأماكن أكثر من الأشخاص،
و حبي للأشخاص يرتبط كثيرا بحبي للأماكن التي جمعتنا.
و أحب السفر.
أحب التسكع في الطرقات،
أحب سماع لغات لا أفهمها
و النظر في وجوه ربما لن أراها مرة أخرى.
اليوم روحي لم تعد معي تماماـ
تركت بعضا منها في مونكلوا بمدريد،
في مساء لم يكن لي فيه من مؤنس سوى مونكلوا نفسها.
تركت بعضا منها في سانتا كاتارينا ببورتو،
وقع مني و أنا غارقة وسط الزحام.
تركت بعضا منها في سيلار،
في بيت عتيق به مدفأة و خبز فرنسي و نوافذ تطل على العاصفة و تحمي منها.
تركت بعضا منها في فايا برافا،
في الخيمة أو ربما فوق طاولة الطعام في ليلة سمر و نجوم.
تركت بعضا منها في فيرونا،
و أنا أترك شرفة جولييت خلفي لأكتشف قصصا أكثر واقعية.
تركت بعضا منها في ساليتشي،
أمام بيانو و أريكة بسيطة و ابتسامة صاحب فندق عائلي صغير .
تركت بعضا منها في باريس،
و أنا واقفة فوق جهاز التدفئة أراقب فتاة وحيدة في المبنى المقابل.
تركت بعضا منها في ليالي ميلان،
و في فجر بواتيي،
و في صباحات بيمبوشتا الحارة،
و في أزقة فيرموزيلي الخالية،
و في بلد الوليد التي استقبلتني ثم لفظتني بغرابة مضحكة،
و في فينيسيا التي تعنيلي الجنون أكثر من الرومانسية،
و في تطوان التي يحملني الحنين إليها كل يوم،
و في الرباط التي أحب،
و في كل رقعة أرض لم أطأها بعد.
روحي ليست ملكي، ليست معي تماما،
روحي في الأرض، تتجذر.

 

التوقيع

لا تهيم، الأودية جفّــت
و ما بقى غاوي ولا آبه

السكوت حضورك الملفت
دام كل الحكي متشابه.

مي التازي غير متصل   رد مع اقتباس