منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ليلة الأربعاء(6) النّقد الأدبي بينَ مِعوَلِ هَدم ولَبِناتِ بِناء!
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-25-2017, 12:17 AM   #7
رشا عرابي

( شاعرة وكاتبة )
نائب إشراف عام

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد سلمان البلوي مشاهدة المشاركة

وعليكم السَّلام ورحمة الله وبركاته

تحيَّاتي لك أستاذتنا رشا ولضيوفك المحترمين

أثني على مداخلات من سبقني من الزُّملاء والزَّميلات الأساتذة الكرام والكريمات، وأرى أنَّهم قد أحاطوا بالموضوع من جميع جوانبه إحاطة العارف والخبير. وأظنُّني لا أُضيف جديدًا إذا ما قلت: ليس النَّقد قيدًا إنَّما هو مفتاح لمغاليق العمل الإبداعي، بل وللمنجز الإنسانيِّ عمومًا، حتَّى ما كان منه اجتماعيًّا خالصًا أو اقتصاديًّا أو سياسيًّا... وبهذا المعنى فإنَّه النَّقد لا يُقْبَلُ منه أنْ يكون وصيًّا على الإبداع ولا حادًّا من حرِّية المبدع ولا مستغلًّا لسلطته المعنويَّة ولا متاجرًا برسالته الإنسانيَّة. وفي اعتقادي المتواضع أنَّ كلَّ من يبدى رأيه في أمر ما أو يعبِّر عن انطباعه تجاهه أو يتَّخذ منه موقفًا فإنَّه بذلك يكون قد مارس نوعًا من أنواع النَّقد بصورة ما وإلى حدٍّ ما، وإنْ لم يقصد ذلك، وإنْ لم يكن من أهل الاختصاص أو العلاقة. أمَّا النَّقد ذاته فإمَّا أنْ يكون سلبًا في منحاه أو إيجابًا أو جامعًا بين السَّلب والإيجاب، أمَّا الحياد فإنَّه ليس نقدًا إلَّا إذا تضمَّن في طيَّاته معنى الإقرار أو الموافقة.

وفيما يتعلَّق بالنَّقد الإبداعي، الأدبيِّ والفكريِّ والفنِّيِّ، فمن المفترض فيه أنْ يكون كاشفًا لما في الإبداع من جماليَّات وتجلِّيات أو تشوُّهات وإخفاقات أو أخطاء ومغالطات، ومرشدًا للمبدع ذاته وللمتلقِّي وللمعنيِّ بالشَّأن الإبداعيِّ. ولا يفترض فيه أنْ يحمل العمل الإبداعيِّ على أكتافه ولا أنْ يتسلَّق هو على أكتاف العمل ومبدعه ولا أنْ يهدم العمل من أساسه ولا أنْ ينقض ركنًا من أركانه من دون مسوِّغ مهنيٍّ وموضوعيٍّ ومن دون بيِّنة وبرهان.

يبقى أنْ أقول: إنَّ للنَّقدِ القويِّ الأمين دورًا مهمًّا في حفظ الحقوق الإبداعيَّة، الفكريَّة والأدبيَّة والفنِّيَّة، وفي كشف مواضع التَّأثُّر بالغير ومواضع التَّناصِّ والتَّلاصِّ والاقتباس... وفي إرجاع الحقِّ لأصحابه والفضل لأهله، وفي فضح كلِّ تجاوز وتحايل وتحريف وتضليل وتعمية. ولو كان مثل هذا النَّقد فاعلًا في وقتنا الحاليِّ وواعيًا وأمينًا لأطاح بكثير من الأسماء المبهرجة البرَّاقة ولهوى بكثير من الألقاب الطَّنَّانة الرَّنَّانة ولهدَّم كثيرًا من العروش الكذَّابة والصُّروح المخادعة.

دمتم بخير وعافية
والله يحفظكم جميعًا
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




صدقت أيها النبيل،
فلو سكتَ الناس والتزموا الصمت في محافل الكلام وإبداء الرأي لماتت القَضايا في مهدها ولما كُتِب لها الإنتشار سواءً بتأييدها بالنقد الإيجابي
أو تبيان ثغراتهاوالسعي إلى معالجتها

وذات الشئ ينطبق على النصوص الأدبية،
ميزان النص هو الوعي والمعرفة والدّراية من قِبَل الكاتب أولاً،
ثم الوعي والعلم والحكمة في إيصال الصورة سواءً بالثناء على النص أو بـ تبيان هنّاته وفواصل ضعفه من قِبَل الناقد

فالمادة الأدبية أولاً وأخيراً هي نتاج إنساني يحتمل الخطأ
وإذا تداركنا الأخطاء وتقبّلناها بروح ٍ سمحة
سنجني ثمار القبول رِضاً وسموّ


أستاذي النبيل صاحب القلب المعطاء
سليمان البلوي
مداخلاتك تُدرّس نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أسعدك الله

 

التوقيع

بالشّعرِ أجدُلُ ماءَ عيني بـ البُكا
خيطٌ يَتوهُ، ولستُ أُدرِكُ أوّلَهْ!

في الشّعرِ أغسِلُني بِـ ماءٍ مالِحٍ
أقتاتُ حرفاً، ما سَمِعتُ تَوسُّلَهْ !!


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رشا عرابي غير متصل