تَدَهْدَهِي في غيابةَ الجُبِّ حتى يعبُركِ بعضُ السّيارة
قالتْ إنْ لمْ أمتْ فهُناكَ حياة
قلتُ : ولكنّها ستكونُ حياةَُ بؤسٍ وألمٍ وإغتِراب
قالتْ : لاألمٌ يدومُ ولا إغترابْ
إنْ أنجو
سأعانقُ السّحاب
قلتُ : تِلكَ هي أوهامُ الحالمين
قالتْ : وما يُضيركَ إنْ أخذتني أوهامُ الحالِمين
قلتُ : سأكونُ معكِ وأنا أكرهُ أحلام العابثين
قالت : إذاً فترجّلْ وسأكونُ لكَ مٍن الشاكرِين
فصمتُ صمّتَ الدَّهرِ
ورحَلتُْ على جِيادِ الوهمِ سِنينْ
ثُمَّ جِئتُ على قَدَرٍ فوجدتُ حُطامَ السنين
فسألتُ الأحلام والأوهام وما غَبَر
سألتُ الأيامَ وحجارةَ الطرِيق
والأرضَ والنّجمَ وكُلُّ ماظَهَر
لا .. أثرٌ يُتْبعُ .. ولا .. خَبَرْ
فأوجعتنِي نفسِي بِسياطِ الألَمْ
فعاتبتُها فأبتسمت إبتسام الحزِين
فقالتْ أنْ يا أنتَ
أنّتَ هُو مَنْ أضاعَ الأثَر
فلا دليل
فَعُدتُ إلى غيابةِ الجُبِّ وقدِ أندثَرْ
فأخذتُ المعول وحفرتُ كحفارِ القُبور
فلمْ أجِدْ إلاّ حجراً يتبعهُ حجَرْ
وصوتٌ قادمٌ مِنْ بقايا سِنِينْ
إنّْ الموتى لايعُودون