[د. فريد ابراهيم]

ها قد عاد حبيبك يعتذر ..
*
عن كل ما منه بدر ..
*
بعد ان رجع اليه صوابه
*
و بذنبه إقتنع ..
*
فاعذريه اذا ما صوته في وجهك رفع ..
*
اعذريه ان لم يقبل يديكِ
*
بعدما أعدّتا الدفء و الشبع ..
*
اعذريه ان تبسمتِ في وجهه و إمتنع ..
*
إن كل ما يشغل باله هو انتِ ..
*
انت يا حلم الصبا ..
*
يا بارقة من أملٍ في ليل اليأس لمع ..
*
يا نورا غمر الدنيا فأذاب البرد القارس في العظام*
*
حينما سطع ..
*
انتِ كل ما يلزمه .. فلا تتركيه ابدا
*
فماذا يفعل نبيٌ خذله الوحي و انقطع ؟؟
*
ماذا يفعل جنديٌ بالمرارة و الخسارة قد رجع ؟؟
*
ماذا يفعل قلبٌ ظن لوهلة أنه يطير
*
بينما كان يقع ؟؟
*
انتِ من ألهب هذا القلب .. فنما له جناحين و ارتفع ..
*
انتِ ثمرة ما زرع .. انتِ جنونه و الولع ..
*
فاعذريه .. فهو يدور في دوامة الحياة التي تلهيه ..
*
ليس لطمعٍ .. ليس لجشع ..
*
نعم يود حفنة من نجوم السماء ..
*
لكن ليس إلا ليعطيكِ ما جمع ..
*
ليس إلا ليحميكِ من خوفٍ أو فزع ..
*
فلا تقولي أنه لا يحبك ..
*
لا يهتم بشؤونك و لا لشكواكِ قد سمع ..
*
لا تقولي أن حبه ليس حقيقي ..
*
و ان قلبه ليس حقيقي ..
*
و أن كل ما فيه مصطنع ..
*
فهو نفسه الفتى الذي طالما أحبكِ ..
*
و كل يومٍ ينمو في قلبه حبكِ ..
*
كما ينمو في رأسه الشيب و الجنون و الصلع ..
*
فلا تقولي أنه أناني .. و لا يفكر إلا في نفسه ..
*
فأنتِ حلمٌ في قرارة نفسه قد قبع ..
*
انت خياره الوحيد .. و نصف دينه الجديد ..
*
و دليله الذي إتبع ..
*
فاعذريه إن صرخ ثائرا .. إن صار أحمقا و تعدّى و إندفع ..
*
فهو يراكِ من حقه .. ثمرة شبابكِ من حقه ..
*
و هذا حقٌ لا يُنتزع ..
*
هو اسفٌ جدا يا صغيرتي .. هو نادمٌ حقا يا حبيبتي ..
*
علي كل ما صنع ..
*
و يتمنى ان تقبلي عذره..
*
و أن تسامحيه ..
*
و أن إعتذاره قد نفع ..
*
*
*
فريد*
*