اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمّد الوايلي
موطنٌ قُفرٌ وأرضٌ جردآءٌ ومفازة مُهلِكة
يسكُنُها أرواحٌ تُصارِعُ البقآءَ الذِي يهزأُ بها ويعجبُ مِنْ أمرِها
لاتسّْتكِينُ ولا تُفِيقُ مِن سَكرتِها
تضطربُ عِندَ اللقآءِ خوفَ الوداع
وتبكِي الفُراقَ حِينَ اللقآء
ليلُها سُكُونُ الإضطِرابِ وأحزانُ الفرَح
تتشبثُ بالساعةِ والساعةًُ تمضِي
وتجهلُ العومَ في بحرِ الهوى فيُرديهِا
وتظنُ أنّها بهِ تحيا
تعشقُ سكراتِ الموتِ وتُحلقُ فِي فَلكِ السمآء
وتنسى أنّها مكسُورةَ الجناحِ
وقريباً تهوي إلى مصرعِها
ولا تسَلْ عن عاشِقِينِ حينَ إلتقآئِهما
توقفتِ الأرضُ عَنْ دورانِها وخرجتْ مِن محورِها
فَزِلزالُ الأرضِ لايشعرُ بهِ إلاّ العُقلآء
وهُم مجانينُ الحُبِّ والهوى
ولَمْ يعبُرِ الأرض سِواهُما
الأرضُ القاحلةُ جنتُهمَا
وأنهارُ الجنّةِ تجرِي مِنْ تحتِ أقدامِهِمَا
وأعيُنُهُما إنعكاسُ مِرآءةٍ لِكِليهِمَا
ورُوحيهِمَا تَعانقتْ فِي رِباطٍ أبديٍ
فإنْ ماتت روحٌ كُفِّنت كِلتيهِما
غابتِ الأجسادُ فلا جسدٌ يُرى
وفنتِ القلوبُ وبقِي قلبٌ واحدٌ يخفقُ لجسديهما
كي يبقى ولا يفنى
وقد علِمتُ أنّهما قريباً يموتون
فمِثلُهُما لايبقى
فعجّلتُ بحفرِ قبرٍ لهُما
فإكرامُ الموتى الدَّفنُ
وكبّرتُ عليهِما أربعاً
وجمعتُ الجسدينِ فِي قبرٍ واحدٍ
لعلّهما إنْ لمْ يجتمعا هُنا لايفّتَرِقا
|
العقلاء، هم مجانين الحب !
لله أنت!
أوكَلتَ الركن مقطوعةً دريّةً نفيسة
تؤطّر بـ صبغةٍ بيانية عمق النازعة
وضراوة نبضها
ولم تُغفل من الصوت أتيت نايِه
وشجوِ نأيه
الضوء
محمد الوايلي
شكرا لك لها الفضاء مدد