قلم مكسور ومنضدة متأرجحة. وهتاف صمت يعلو حنجرة الدماغ,
ومتخبطات محيطة ترمي الشوق وتروح وتجيء.
ومتتاليات الليالي كجذع خاوي. والقلم, بميمه الممدودة على شفاه الأنين,
تتوهم حقيقة الآمال. وأسى السرابات تقطن مخيلة تلك الحنجرة.
اعتاد البحار أن يبحر في ظهيرة رجب من كل عام, لم يكن إبحار صيد ولا غوص.
فقط ليشتت متراكمات الهموم مع عمودية الشمس.
وليكون مع ذاته مركبا ومجدافا واحد.
ولحظة المساء الموقدة لذكرى عامٍ تربع على ناصية الحنين،
يالِعدسة المنظار، ولطمة الموج أوقدت دمعتها،
والزاجل كان نورسا اتسع محيطه إلا عن رمال البحر والبحر.
يلحق بزاجل النورس المنظار, وبعد ميله الخامس أرخى البحار القبعة.
والرسالات عانقت شراع مركب بائس, تركها النورس فبهت غلافها الأزرق.
موال حزين يتدافع لمسمع البحّار بعودة صاحبه العجوز،
هو النورس ورفرفته التي يزيح بها هموم وأحزان حملها عن صاحبهِ وعاد بها،
فهَوَتْ مع ذات الموال على رصيف الشاطئ، ورقة بالية في زجاجة مهشمة العنق،
عادت، فتقاطرت الذكرى بيد البحّار، كَتَبَ عليها، أين أنتِ، وكتبت هي، من أنت!.
فكسر المجداف، وخرق المركب، وهشَّمَ مقلتي المنظار، ففي عامه القادم، سيبحر رملا،