إنه الكافيين ..
يسري في العروق في بطءٍ شديد ..
يُشِعُ علينا من سقف المكان ,
رائحة البن المحببة و ظلال الفنجان ..
إنها هي ,
مُلهِمة كل العصور ,
شيطانة جانبي المظلم ,
و عروس بحر الحنان ..
عادت لتشرب القهوة معي ثانية,
لتَصُبها في جُمجمتي ,
و ينتهي الزمان ..
عادت بملامحها العربية و قهوتها الأمريكية
بطلاء أظافرها الأسمر و خُصَلها الغجرية
بنظراتها الحنونة .. و أرائِها المجنونة
عادت لتطرد الأحزان
و بعد ألف عام من الصبر ,
الف عام من الفراق المر..
بقطعتين من السكر.. تُحَلِّي لي الفنجان
تمنحني دفئا يُذيب عُصوري الجليدية ,
يُنسيني وخزات البرد القارسة ,
يُعوضني سنون الحرمان..
إنه الحب ,
يلمع في عينيها ,
ينساب من اصابعها ,
يعطيني جناحين ,
يلهبني لدرجة الطيران ..
إنها هي ,
مزيج من الذكاء و التحضر
الانطلاق و التحرر
هي مركز كرتي الأرضية ,
و حولها يحلو الدوران ..
عادت لتعطيني جرعتي ,
لتُغرِقُني في مُتعتي,
و تطفيء نار الإدمان ..
إنه الكافيين ,
كلنا نحتاج الكافيين ,
انا و انت و هم و انتم ,
كلنا نحتاج الكافيين ,
كلنا نحتاج الكافيين ..
فريد