[ عبدالحسين عبدالرضا ]
الكوميديا نوعان : حركةٌ و لفظٌ .
قد لا يُقبل أحدهما عند قبولِ الآخر و - الطّامة - في عدم قبولهما
كليهما من قِبلِ المُشاهد ، ذلك عندما تتحوّل الكوميديا إلى تهريج .
لأنّ بين الكوميديا والتهريج خيطٌ دقيقٌ جداً لا يراهُ كثيرٌ من الممثلين
إلاّ أنّ هذا المعجون بخِفّةِ الظل و ظِلال الخِفّة لم يرَ الخيط و يكتفي
برؤيته بل أمسك بالخيط ولم يكتفِ برؤاه .
* * *
يُدركُ هذا السّاحر أنّ السّحر - ربما - ينقلبُ على السّاحر عندما
يهتمُّ بـ [ الأرقام ] لا [ الأقلام ] ...
فلم يضع في حُسبانه : حِسابُه من الفنّ ،
كما لم يضعْ في تاريخه : جُغرافيا العَفَنْ .
- فقط - :
يُحْسَبُ عليهِ أنّ : [ لَهُ ]
لَهُ نتاجٌ خالٍ ممّا يُمكنُ أنْ يُحسبَ عَليهِ .
* * *
وفيٌّ و نقيٌّ كما [ مُبْدع ]
لأنّ الإبداع لا يسكنُ جسداً غيرَ طاهرٍ أو غيرَ محتوٍ على الجُلّ
في أجمله ، فلم يتبرّأ ممّن بدؤوا معه إلى أنْ انتهوا بغيره مِن
غِيْرَتهمْ وإلى آخر أعماله كان وفيّاً لهم بإشراكهم لإعطائهم
ثَمَنَ معيشتهم حينما اعتمدتْ أعمال غيرهِ على استعراضٍ
بعمليّات التجميل و القصور الفارهة و الحديثُ عن واقعٍ ليس لنا
لأنّ ما لنا ويهمّنا كأعماله : - ( قاصد خير ، سوق المقاصيص ،
الحيّالة ، ... إلخ ) - قريبة الزمن كإثباتٍ على أنْ ليس القِدَمُ هو
المانع له من [ الاستعراض ] بل مانعه [ النقاء ] .
* * *
بثّ حُلمهُ عبر قناة [ فنون ] __ ،
فـ لم يزدِ السُّحبَ إلاّ ـحُبّا ، ولم يزدِ الملامحَ إلا ملحا .
صنع البهجة عند تجهّمنا حالاً ..
و احترمنا عند إهانة أكثر الفضائيّات لنا ..
و أكّدَ بأنّ الفنّ ليس دنيئاً كما اتّهمهُ من تدَنّس بهِ ،
بل هو كـ كلّ الأشياء القابلة للسموّ و الدّنوّ .
* * *
عبدالحسين عبدالرضا
أُلْبِسْتَ من الصحّة ما ترفل به ، لتطهيرنا .