منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - " هَامِش حَداثَوي "
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-05-2019, 12:48 PM   #5
عَلاَمَ
( هُدوء )

الصورة الرمزية عَلاَمَ

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 50467

عَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




" شتائم ما بعد النقمة "

مرحبا

يقول السيد: حسين سرمك


.. ومن المؤسف أن شتائم مظفر والأوصاف البذيئة والأفعال التحرّشية لم تحض بوقفات نقدية متأنية .
وقد عجبت ذات مرّة حين قرأت إدانات بعض النقاد والسياسيين لشتائم الشاعر التي ترد في نصوصه .
يقولون : لا يجوز للشاعر أن يستخدم التعبيرات البذيئة في المجتمع العربي الذي تشكل ثقافته وسلوكه قيم دينية واجتماعية معروفة .
لكنني أسأل : هل هناك شيء غير بذيء في الحياة العربية ؟ هل يوجد عهر داعر يفوق عهر السياسة العربية ؟ يصفون السياسيين بأنهم مثل العاهرات ،
وهذا ظلم فادح نوقعه على العاهرات . المومس تقدّم لك لذة محسوبة مقابل المال ...
وقد تتعاطف مع همومك في استجابة أمومية تصل أعظم تجلياتها في ما اصطلح عليه بوصف ” المومس الفاضلة ” المأخوذ عن ” جان بول سارتر ” .
لكن ما هي اللذة التي يقدمها لنا السياسي الداعر؟. إنه يحطم مستقبلك ومستقبل أطفالك ويسحق مقدرات وطنك وينهب ثروات شعبك دون أن يقدم شيئا مقابل ذلك ،
وبذلك فهو أحط من المومسات عهرا ! .
ولكن لشتائم مظفر جذرا آخر نفسيا غائرا غفل عنه الكثيرون من النقاد ويتعلق باللعب المصلحي – النفسي – المتبادل بين الشاعر والمتلقي .
فللشاعر فوق الضرورات الفكرية والنضالية لهذا السلوك الشعري هناك ضرورة إبداعية .
إنها نتاج عجز اللغة الشعرية التقليدية عن تجسيد حالة (ما بعد النقمة) .
إنه العي الذي ينتابنا حين تجتاحنا حالات أقصى الغضب .. فنصمت . إن هذه الشتائم هي في الواقع أقصى الصمت ، وهي الوجه الآخر لبلاغته .

وهناك ناحية أخرى ، فمن خلال متابعة النمو النفسي للطفل نجده يحصل على لذة كبرى حين يحوز على اللغة .
إنها الأداة الأعظم التي تعزز شعوره بالقدرة الكلية -omnipotence ، يقول للشيء كن فيكون ،
وبدل الصراخ المضني الذي قد لا يتبعه حضور موضوع الرغبة – الأم ، أصبح هذا الموضوع (تخلقه) الكلمة البسيطة وتتسبب في حضوره بلا عناء .
هنا تتجلى أول تمظهرات سحر اللغة الآسر .
لكن بعد أن نكبر وننضج وندرك الطبيعة القامعة للحياة الاجتماعية وكيف أنها لا تخضع للرغبة ولا لفعل اللغة ،
تفقد اللغة سحرها ولا يبقى منه سوى المفردات والصياغات التي ترتبط بالمجازات الشعرية وعبارات التجديف والشتائم والكلمات البذيئة .
هذه فقط تعيد للغة دهشتها الطفلية الأولى .
ولعل هذا هو القاسم المشترك الذي يجعل طرفي العملية الإبداعية ؛ الشاعر والمتلقي ،
يجدان لذة كبرى في الشتائم الشعرية ويتصافقان عليها في اتفاق غير معلن .

مظفر يعيش وضعا متفردا ومختلفا ، إنه متلبس بحالة “ ما بعد الحب ” العجيبة .
هنا ينمو الولاء بدرجة أشد في حالة انكسار المحبوب ليس لأن صورة العودة الصحية المختزنة هي الأساس المرجعي المشبع من قبل ،
فقد فتح مظفر عينيه على الحياة وأرضه ترزح مُذلّة تحت أكوام تاريخية من أزبال الطغاة ومختنقة الأنفاس بفعل ..
الاضطهاد والحرمان والموت والخراب ،
إن البهاء يستعر حين تتراكم على المحبوب الفضلات الخانقة .. ( ترتد النقمة ثأرا مسعورا ، لكن من من؟ ، من الذات!! ).

,

 

عَلاَمَ غير متصل   رد مع اقتباس