منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - لاتحجب شمسي بظلك ..!!
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-03-2017, 07:59 AM   #1
منى مخلص
( أديبة )

افتراضي لاتحجب شمسي بظلك ..!!



* حين كنتُ أحب كنتُ أكتب
حين كنتُ أتوجع - كنتُ أكتب
حين كنتُ أعاني - كنتُ أكتب
وحين توقفتُ عن الحب
توقفت عن الوجع
توقفت عن المعاناة
- توقفت عن الكتابة
لماذا كان على ظلك أن يَحجب اِنسياب حبري على ورقٍ يشتاقه...!!!



* لاتُلقِ على كتفي أعباء َأحلامك المُستحيلة
فلم أكن جزءاً منها يوماً
بل كنت أُساق فيها يوماً بعد يوم
إلى المذبح..!


*كانت الحياة ملعب كبير في فضاء خارجي أكبر
كنتُ أخاف الشمس وأتقي أشعتها في ظلك
حباً كان أم خوفاً؟
لم أدرك أنه كان خوفاً من الوحدة إلا عندما عِشتها معك -
وأنا تحتَ ظلك
فعشقت الشمس التي كنتُ أهرب منها فيك وباتَ الفرار إليها جلّ غايتي
لذا
رجاءً
لاتَحجب شمسي بظلك بعد اليوم...!!



* يبدو لي أنَّ الخوف مُحرِّك بحثي الأول والأخير
وحين أنتصر عليه لايتبقى لديَّ ماأفعله- سوى أن أغلق مَجرى تنفسي بيدي
وأموت...
* هل يُمكن للموت أن يكون راحة حقاً؟
خوفٌ أخير يَمنعني من اِجتراء الوسيلة
إليه
من قال أن التحرر من الخوف (سهلاً)...!!



* حين أنظر بعيداً - وإلى آخر حدود الأفق أحاول أن أتخيلك
فأخاف
أحاول أن أشعرك - فأخاف
أحاول أن أتدَّفق فيك فأخاف
وحين أُحرك أصابعي وأطبع إسمك في الهواء لعلي أجد مايزيل خوفي
فلاأجدك..!!
لقد فشلتَ حقاً في الوصول إلي - رغم نجاحك الباهر في الوصول الى قلبي
لعــمر ...!!
* لمْ أعدْ ذلك الكنز الثمين
لمْ أعدْ ذلك الجوهر المكين
لمْ أعدْ تلك اللؤلؤة النادرة
من أجل ذلك - كانَ بحثك عني تحت ركام الزمن وتجاعيد الأيام -هباء في
هباء
* التاريخ لايُعيد نفسه دائماً
فلقد تملّ تفاصيله ذاتها فجأة - وتنقلب على أشباهها وتعدمها دون رأفة
لمُجرّد الشُبهة..!!!
* لاتُصدق أن مايموت يعود الى الحياة
ولاتُصدق أنَّ مايُغتال عبثاً يُبعث من جديد
وإنْ تَنَفَّس
* تَنَفُس الصباح يختلف كثيراً عن زفرة المساء
رغم أنَّ كليهما يُشكِّلان يوماً آخر
* يقولون أن الرجل يستطيع أن يحب في الوقت الواحد أربع من النساء
من قال لهم أن القلب بغرفه الأربعة مخصص فقط لسكنى النساء...!!!
يبدو أن لقلب المرأة غرفة واحدة
رغم أنف العلم الذي يثبت يوماً بعد يوم أنَّ القلب لاجنس له
ويُثبت أكثر
أنه أربعٌ من الغرف على حدٍّ سواء....!!!
أميلُ جداً إلى عدم تصديقهم
إلَّا أن ميلي يجعلني دائماً
إمرأة مائلة ...!!
* لكم مِلتُ ومِلتُ أمام الأعاصير لعلها تَنقضي وأقف بعدها من جديد
حتى اكتشفت بعد شُبهة رحيلها أنني لم أعد أستطيع رفع جسدي- ففقرات ظهري قد اِنزلقت
وانزلقتُ معها إلى حيث لاأستطيع مواجهة -بعوضة...!!!
* حينَ أسمع ماقد يَشي بالحقيقة أفرُّ منها بالضحك
والسخرية
وحدها مايجعلني أستدير وألتفُّ حول ظلك لأتمدد تحت الشمس فـ أنال بعضاً من فيتامين دي يقي عظامي ضعضة الصقيع
وفرقعة الأصابع .!!
* عِظامي التي اهترأت من شدة التماسك في وجه الأيام ببسمة عجيبة لعلها تحمل إليها جديداً يُمتعها ويَمنعها الإنكسار
الإنكسار الذي أُخفيه كلما شعرتُ بلفائف الكذب الطويل الذي لففتَ فيه عمري بأكمله ودخنته سيجارةٍ بائتة
لمجرد حاجتك الى تبغٍ نظيف!!
* نظيفة كنتُ أنا -ومازلت
رغم أنف تلوث الكون منذ عصور
رغم أنف الأعاصير ورياح المواسم الغابرة المُغبَرَّة
رغم أنف دخان المصابيح الهائمة هنا وهناك
رغم أنف مخلفات المصانع البشرية واللابشرية
رغم أنف عوادم الثرثرات العابرة على الطرقات والأزقة
رغم أنف مَجَامِر الإهمال والإنشغال ووشايات المقهى الكبير لكل مرتاديه وعنهم
رغم أنف المنطق واللامنطق
رغم أنف الحقيقة واللاحقيقة
نظيفةٌ أنا
إنَّ هذا من فضلِ ربي
(ومارميتَ إذ رميت ولكنَّ الله رمى )
* لاتخشَ شيئاً فلن أعلم الكثير
بتُّ أَضعف من أن أمشي مُتَضَخِّمة بك على الطرقات و في الأزقة أفتش عن حقيقة..!!
*لاتخشَ شيئاً فلنْ أفرّ
والشمس عطاءٌ سخيٌ من الإله
عنوانها ثابتٌ في السماء
ولست بحاجة إلى تذكرة أو جواز عبور - إليها
وفيها
*لاتخشَ شيئاً
فلنْ أُحطَّم عهودي
ولن أَقطع المواثيق
ولن أغيِّر تفاصيل ماتشغل كونك عني برسمه كل يوم -كل شهر- كل سنة
فاللوحة ستكتمل يوماً وستفتش يومها كثيراً وتتساءلْ
عن معنى ابتسامة (الموناليزا)
* لاتَحَرْ كثيراً في تفسيرها
ولاتحاول فكَّ طلاسمها
ودع سرها في قلب اللوحة يَمضي كمابدأ
فمنْ مشى طريقاً لايملك التوقف في مُنتصفه وإلا
كان المُتسبِّب الأوحد \ بأزمة المرور العالمي....!!!
* ولأنِّي مُسالمة أكره أن أُشكل ولو بعضاً من اِرتباك أو جَلَبَة لأيٍ كان - سأقعد في الفراغ الذي وَجدتني فيه ذات صدفة
أنتظرك لعل الحظ يُعيد كل ماكان بــِ صدفة
أغازل الشمس
أغازل القمر
وأتغنى بالحياة
بالسماء
بصوتِ العصافير
أغازل القلم ليَكتبنا من جديد
في لحظة إحساسٍ واحدة
نلتقي فيها معاً
وسط لوحة قد تَشي بكلِّ ماكان
ومايكون
إلا أنَّها لنْ تَشي أبداً
بما - سـيـكـونْ
منى مخلص
2009

 

التوقيع

لاشىء يشعرنا بالهرم
اكثر من انطفاء جذوة الحياة في اعماقنا

منى مخلص غير متصل   رد مع اقتباس