لم تعهد نفسكَ يوماً بهذه القسوة؟!! تتجسدُ ملامحكَ الوحشيةُ وتتوعدُ بالانتقام،تفتعلُ الغضبَ عند كل خلاف،وبين كلِّ قسوةٍ وأخرى تكافئُ نفسكَ بنضجكَ الذي لم تعهده من قبل،وتسعدُ بقوتكَ التي امتلكتَها أخيرا لتجابه بها قسوة العالم.. تريد بقسوتكَ مداواةُ جرحكَ الذي يقتلك في كل مرةٍ تئن به..! تظنٌُ أنّ بمقدرتكَ جبر خدوشكَ التي أُوريتْ عن العيان،تحاولُ إنقاذ بقاياكَ التي عصفتْ بها الخيبات،لكأنك تصرخُ في وجه العالم أنك تستطيع أيضا أن تقسو،ولكنكَ تذهلُ من انعكاس صورتك الوحشيّ.. أيها المسكين،الله وحده يعلم بنقاء قلبك،يعلم أنك لم تنوي ترك جروحًا غائرةً خلفك،وأنك على إثر كل قسوةٍ تتألم وإن واتتك الفرصة فإنك تبكي،يعلم أنك تود رسم حدًّا فاصلاً بينك وبين من يتعمد خدشك.. فإن كان هذا العالم قاسيا حقا،فكن أنت اللطف الذي يجمله،ولْيعلم هذا العالم أنك وإن قسوت فجانب الرحمة فيك لم يمت.. ليرع الله قلبا ضرجته الخيبات..
من الأرشيف..
حسابي الانستقرامي:__maisaa.moh