منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - !! المقهورة ]] رواية [[ !!
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-11-2007, 04:51 PM   #16
الوجه الأليم
( كاتبة )

افتراضي



بسمه الهادي




الحلقة الرابعة ( البداية )


نادية كانت في استقبالي حين دخولي الصف وتقول بشيء من الفضول ::

" أوه ,, أراك اليوم مصاحبة لمريم !!



يا إلهي !
كم يزعجني فضول هذه الانسانة ,, الذي يدفعها حتى إلى المراقبة !!

"" أكنت ِ تراقبيني ؟؟

" لا فقط رأيتكما اليوم في فناء المدرسة ,, كنت تبدين غريبة !

غريبة ؟؟ مابها نادية ؟؟

قلت بشيء من الغضب ..

" دعك مني يا هذه !! أتفهمين !؟

شعرت بأن قولي أجج نيران داخلها لكني في داخلي لا أجد بأن هذا وقته ,, وأنا منزعجة من شيء آخر !


وكالعادة تنتهي حرب النظرات فيما بيننا بدخول الاستاذة !

.
.



الحصص الاخيرة لم أكن حاضرة فيها بفكري ,, وانتهى الامر حتى وضعت رأسي على طاولتي لأصد احراجا ً ممكن أن يقع !





مريم !! تبدو غريبة هذه الانسانة ,, في داخلها سر كبير لا تود اظهاره لكن ماهو ؟؟
ابتسامتها تجعلك تغوص فيها وتتأمل في ملامحها بشيء من الاستغراب !



لا أعرف لماذا صمتت حيال سؤالي ! وعادت بشيء أكبر من ملامحها ,,
تساؤلات تخترق فكري في كل ثانية ,, والاجابة لدى الايام المقبلة بلاشك !


.
.



لم تكن لدي رغبة في تناول الغذاء بعد عودتي من المدرسة ,, ولعلها المرة الاولى ,, ولانها كذلك جاءتني والدتي تستفقد أخباري ,, كانت مظاهر الفرح تبدو على ملامحي ممزوجة بشيء من التساؤل والحيرة ,,

"" ليلى مابك ِ بنيتي ؟؟



" لا شيء اماه ,, فقط أرهاق دراسة !!


اثناء هذه اللحظة تذكرت اختبار الرياضيات بالغد ,, أوه كم امقت هذا المقرر البغيض ,, وأنا لم أكن حاضرة اليوم مع الاستاذة ,, مالعمل ؟؟



تذكرت زميليتي فاطمة ,, هذه ممتازة في هذا المقرر ومنزلها لايبعد الكثير عن منزلنا ,, لا حل سواها !!



والدتي لا تزال واقفة وهي تناظرني وأنا أتمتم مع ذاتي بما لا تفهمه !! فقلت لها بخجل مبين ::

" أماه هل لي بزيارة فاطمة اليوم ؟؟


"" أجل ,, لكن لا تطيلي المكوث هناك !



.
.



أنا لا أزال افكر بأمر مريم اليوم ,, سعدت بلقائها كثيرا ً لكني في الوقت ذاته شعرت بنيران تساؤلات عدة تحرقني ,, فمريم قد تبدو غامضة في تصرفاتها وإن حاولت إظهار العكس ,, !!



أتوق لمعرفة المزيد عنها ,, وعن شخصها .



.
.


الساعة الرابعة والنصف ,, أظنه وقت مناسب لزيارة فاطمة ,, !!



.
.


تصوروا من وجدت في الطريق لمنزل فاطمة ؟؟؟


مريم !!



شعرت بشيء في داخلي كبير ,, الفرحة ,, البهجة ,, شيء مماثل لهؤلاء !!



اقتربت منها مسرعة وقلت وقد بانت الفرحة بشكل واضح على صدى صوتي !!



" مرحبا مريم


" أهلا ً ليلى ! صدفة رائعة !!




هل هي فقط صدفة رائعة ؟؟ هي اكبر من ذلك بكثير بكثير !!


قلت بداعي الفضول !


" أجأت ِ لزيارة إحداهن ؟؟


"" لا إنما أنا هنا !!




مريم تعيش هنا ... !! معنا في هذا الحي .. !! أكاد لا اصدق !! فأين أنا عنها ؟؟؟



" أتمزحين ؟؟


قالت وتلك الابتسامة ترافق محياها

"" لا ليس بمزاح ,, أنا هنا فعلا ً أعيش ,, منذ مدة ليست بطويلة .




كان هذا أسعد خبر تلقيته منذ مدة طويلة !!!



قلت وأنا في حالة ٍ لا يمكن لكم تصورها


" أين منزلكم إذا ً ؟؟



اشارت بسبابتها إلى ذلك المنزل وهي تقول


"" هذا !





لا شعوريا ُ قلتـُـها :

" سأفاجئك بزيارة أذا ً !!





سؤالي وقع على فؤادها بشكل غريب ! فأجد الابتسامة تختفي لتظهر علامات حزن تخفيه !!!


شعرت بأنها لاتود زيارتي ! فاعتراني الخجل لهذا الاحراج ,, !! وهي لم يتحرك لها ساكنا ً واكتفت بالصمت !!




قلت حتى أنهي اللقاء ..

" اعتذر عن تأخيرك ِ !! وداعا ً !




ابتسامة خجولة منها اهدتني اياها وانصرفت دون قول حتى وداعا ً !!






لم اكن اود الغاء موعدي مع فاطمة لاني لم أعتد على فعل ذلك ,, لكني زرتها وأنا لست على حالي ,, وطلبت منها أن تعيد ماشرحته الاستاذة بشكل شبه سريع !!



.
.



في المساء عادت مريم لتخترق فكري من جديد ,, فهي منذ سماعي عنها وقد غيرت أمور كثيرة من شخصي ,, وأولها التفكير !!!


فأنا لم أعتد أن افكر لفترة طويلة كهذه !!



ابتسامتها
نظراتها
تصرفاتها
سكونها


كل هذا يجعلني اغوص في اعماق ذاتها لاعرف مكنونها !!



.
.



قطعت فكري والدتي تطلب مني النهوض لتناول وجبة العشاء ,, لا اخفي عليكم بأن لا رغبة لي في ذلك ,, !!


"" لا ابتغي شيء !!



شعرت والدتي بشيء غريب يجعلني اليوم بحال مخالف !!



قالت بدافع غريزة الامومة :


"" مابك بنيتي ؟؟ تبدين اليوم مختلفة .


" لاشيء ,, فقط ارهاق دراسة كما قلت لك !




أمي تعرفني جيدا ً ,, وتعرف صدقي ,,
هذه المرة لم تصدقني لانها كانت مقتنعة بأن هنالك ثمة شيء آخر !


" عزيزتي منذ متى ولك مخبئ اسرار غيري ؟؟



هذه هي المرة الاولى التي اخبئ فيها عن والدتي شيئا ً ,, وجملتها الاخيرة جعلتني افصح عما بداخلي لعلي أجد من يطفئ ذلك اللهيب الذي يحرق فكري !!




.
.





" تعرفت على فتاة جديدة هذا اليوم ,, لكنها تبدو مختلفة !!



"" ماذا تعنين بمختلفة ؟؟



لم اكن أعرف بما أجيب ,, لكني اكتفيت بقول

"" لا ادري !!




.
.

تحدثت مع والدتي عن مريم لكني لم اشء قول الحدث الاخير الذي حصل عصر هذا اليوم ,, أخشى أن يكون تفسيرها يسيء لشخص مريم !!



لكني لا اخفي عليكم بأن والدتي أعجبت بشخصها ,, وشعرت بأنها حقا ً تبدو مختلفة عن باقي معارفي ,, كما أنها شجعتني على توطيد علاقتي بها !!



.

.



"" العشاء برد و الأميرتان لا تزالان تتحدثان !!

قال ذلك اخي عادل غاضبا ً !! لاني والدتي تأخرت معي ونست أمر العشاء !!


قالت أمي بمرح حتى لا يزداد عادل غضبا ً

"" إن كان المدلل عادل يرغب في عشاء آخر فوالدته ستلبي له !!


فرد بخجل ٍ

"" لا لا ارغب لكن اسرعا !!


فانصرفت والدتي مسرعة ووعدتني بجلسة أخرى !!


و انصرفت مخلفة حديثها معي ..



فمريم لا تزال تشغل فكري وكلما حاولت أن اشغله بشيء آخر افشل !!


فما حدث عصر هذا اليوم جعل فكري ينحني نحو منحنى آخر !! فأنا لا ازال على تساؤلي !!


مريم عاشت هنا منذ مدة شبه قصيرة ,, لكن لماذا رفضت زيارتي ؟؟ أين يكمن الخلل اياترى ؟؟

هل هنالك ثمة شيء تخشى منه ؟؟

أم ان العلاقة لاتزال في بدايتها !!


اشعر بأن هنالك شيء آخر تخفيه مريم عني بل و أظن عن الجميع !!
والايام وحدها كفيلة في إظهار هذه الحقيقة !




يتبع

 

التوقيع

.0.
.0.


وحيدةٌ أنا دُونما ذاكرة ,,
أو ربما بذاكرة ..
ذُبل فيها كُل شيء .. ,

الاهل ..
الاصدقاء ..
والوطن !


.0.
.0.

الوجه الأليم غير متصل   رد مع اقتباس