منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - [ فِي رِحَابِ المُصْطلح ] : -11-الشكلانية ..(( منابع لاتنضب ))
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-02-2010, 07:46 PM   #24
قايـد الحربي

مؤسس

عضو مجلس الإدارة

افتراضي




د.باسم القاسم
ـــــ
* * *


أُرحبُ بك كثيراً ،
وَ بالوضّاء من فكرك .


:

وَ هاهُو الغُصن الثاني يتدلّى بِثماره وَ أفكاره ،
وَ منك سُقياه المشكوْرة .

:

عن نظَريّة - التلقّي وَ الاسْتقبال - ، أُسْتُنْتِج :
" أن ما يهم هذه النظرية ليس ما يقوله النص ولا من قاله ولا مضامينه ومعانيه التي تبقى نسبية بل ما يتركه العمل من آثار شعورية ووقع فني وجمالي في النفوس والبحث عن أسرار خلود أعمال مبدعين كبار وأسباب ديمومتها وحيثيات روعتها وعبقريتها الفنية. كما تحاول هذه النظرية أن تعيد قراءة الموروث الأدبي والإبداعي من خلال التركيز على ردود القراء وتأويلاتهم للنصوص وانفعالاتهم وكيفية تعاملهم معها أثناء التقبل وطبيعة التأثير التي تتركها نفسيا وجماليا لدى القراء عبر اختلاف السياقات التاريخية والاجتماعية. "

لِذا أراها تَقتربُ مِن نَظريّة [ نقْد اسْتجابة القارِئ ] التِي تقولُ :
" بأن المعاني هِيَ ما نمنَحهَا نحْن للنّصُوص ، فَنحنُ كـ قُراءٍ نَقرأُ مَا نُريد قِراءتَه ،
إذا امْتلأت القَصيدة بالفجوات والتوقعات"

بينما يقولُ الألمانيان [ ياوس ] و [ إيزر ] عَن نظريّة التلقي :
" بأنّ المَعانِي في القِراءة وَ أنّ النّصُوص تَحمِل فَجَواتٍ وَ تَوقعَات ٍ يَملؤهَا القَارئ بِما لا يُتَوّقع
وَ هُنا يَكونُ عُنصرُ المُفاجَأة .. "


نَعم .. بأنّ نظرية التلقّي تَجدُ الصّلةَ بيْن النَص وَ القَارئ حَاصِلةٌ فِي العُرفِ ،
وَ لأنّ الأعْرافَ وَ القَوَاعدَ لا تَخصّ شَخصاً مُعَيناً أو مَجالاً مُحدّداً فَإنّها لا تَستقُر كُليّةً فِي النّص ،
وَ لا كُليّة فِي القَارئ ، بَل عَن تَفاعُلٍ بَينهَمَا ،
بَينمَا الصّلةُ بيْن النَص وَ القَارئ فِي نَظريّة َنقدِ اسْتجَابة القَارئ تَكونُ فِي الكَفاءَة وَ قُدْرةِ القَارئ .

أيضاً عن نظريّة التلقّي :
" يرى [ إيزر ] أن العمل الأدبي له قطبان: قطب فني وقطب جمالي. فالقطب الفني يكمن في النص الذي يخلقه المؤلف من خلال البناء اللغوي وتسييجه بالدلالات والتيمات المضمونية قصد تبليغ القارئ بحمولات النص المعرفية والإيديولوجية، أي إن القطب الفني يحمل معنى ودلالة وبناء شكليا. أما القطب الجمالي، فيكمن في عملية القراءة التي تخرج النص من حالته المجردة إلى حالته الملموسة، أي يتحقق بصريا وذهنيا عبر استيعاب النص وفهمه وتأويله. ويقوم التأويل بدور مهم في استخلاص صورة المعنى المتخيل عبر سبر أغوار النص واستكناه دلالاته والبحث عن المعاني الخفية والواضحة عبر ملء البيضات والفراغات للحصول على مقصود النص وتأويله انطلاقا من تجربة القارئ الخيالية والواقعية "

:

لعلّني الآن أُعلّق :

- أرَى بأنّ نظريّة التلقّي و مَعها نظريّة نقد اسْتجابة القارئ ، قد عظّمتا القَارئ إلى دّرجةٍ ينْدُر فيها
وجُود أولئك القُراء الذينَ اشْترطتهُما النّظريّتان مُقتَصرةً - بالْعَمد أوْ دوْنه - ، قِراءة النصوص علَى
فئةٍ مُعيّنة وَ نخْبويّة !

- أيضاً تشْترط النّظريتان بتلكَ النّصوص : " أنْ تكوْن مليْئةً بالفجوَات " تلك التِي لا تَتأتّى إلاّ في
النّصوص المُغلقة .!

- انْتبه للنّقطة السّابقة [ أمبرطو إيكو ] إذْ يَرى :
" أنّ هُناك أنمَاطاً مِن القِراءة وَ القُراء فِي دِراسَاته عَن النّص المَفتُوح وَ النّص الغَائبْ :
1- نَص مَفتوحٌ وَ قِراءةٌ مَفتوْحة .
2- نَص مَفتوحٌ وَ قِراءةٌ مُغلقَة .
3- نَص مُغلقٌ وَ قِراءةٌ مُغلقَة .
4- نَص مُغلقٌ وَ قِراءةٌ مَفتوْحة . "


:

سَألتَ إذْ يُسْأل :
" -- هل يقوم القارئ بإسقاط اهتماماته ورغباته على النص أم أن النص هو الذي يفرز هذه الاهتمامات ؟ "

لا يُمكنُ للنّص - أيّ نص عظيم - أنْ يُسْتَعْبد مِن قِبَل القَارئ إلى هذهِ الدّرجة - أعني :
إلى دَرجة اسْقاط رَغبات وَ اهتمَامات القَارئ عليه ، مَالم يكُن لهذه الرغبات وَ الاهتمامات
مَا يُوافقهَا في النّص .

- " - هل المعنى وإنتاجه يكون في النص أم لدى القارئ أم لدى المؤلف أم لدى الفضاء الثقافي أم في اللغة كمؤسسة اجتماعية تتجاوز الجميع ؟ "

فِي كُل أولئك مُجْتمعيِن .

- " - كيف يتفق القراء على معنى ما في نص معين ؟ "
بَديْهيّ جداً أنْ يتّفق القَراء - وَ بمُستويَاتهم الثقافيّة - على مَعنىً وَاحدٍ لنصٍ مَا ،
تماماً كَـ اتّفاقنا علَى المَعنى الوَاحد لأيّ نصٍ علميّ ..
أمّا إنْ اتّفقنا علَى معنىً وَاحدٍ لنصٍ أدبيّ فَتأكد بأنّه نصٌ " تَافه " !

:

د.باسم
آياتٌ وَ راياتٌ تتْلوكَ بِرفْرفة .

 

قايـد الحربي غير متصل   رد مع اقتباس