منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - مضى زمن الأماني
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-19-2013, 10:49 PM   #1
صالح أحمد
( شاعر )

الصورة الرمزية صالح أحمد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 12

صالح أحمد غير متواجد حاليا

افتراضي مضى زمن الأماني


[poem=font="book antiqua,6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
مضى زَمَنُ الأماني

للَيلٍ يستَفيقُ على شُجوني = وعُمرٍ يستَظِلُّ بأمنِياتي
وصبرٍ لا يُطيقُ الصّبرَ مِثلي = وعُذرٍ يَكتَسي ألوانَ ذاتي
أبُثُّ مَرارَتي والبَثُّ داءٌ = بِعُمرِ مَواجِعي يَرمي صِفاتي
ويُبقيني إلى تَشتاتِ عُمري = وهامِشِ عالَمي يحلو التِفاتي
فلا صَوتي تَفَتَّقَ عن يَقينٍ = ولا خَطوي تَوَلَّدَ عَن ثَباتِ
ولا جُرحي سقاني بَردَ عُذري = ولا دَمعي شَفيعي في لِداتي
ولا صَمتي كَساني غيرَ ذُلٍ = دُخانَ اليأسِ صِرتُ لدى الحُواةِ
على نَحري وَقَفتُ شِفارَ سَيفي = فأنكَرَني القَتيلُ مَعَ الجُناةِ
على أفقي نَثَرتُ رمادَ عُمري = نُبِذتُ مِنَ التُّقاةِ، منَ العُصاةِ
قَرَعتُ البابَ، بابَ العَطفِ عُذرًا = طُرِدتُ منَ الرُّؤى ماضٍ وآتِ
دخلتُ ممالِكَ الأهواءِ غَرًّا = أُطيعُ على الغِوى قَسرًا غُواتي
أنا الأندى هُناكَ بطونَ راحٍ = ولكني شَقيتُ بأُعطِياتي
هنالِكَ أنكَرَ الغاوونَ كَفّي = ولم تَقبَل ظِلالي ذِكرَياتي
بعيدًا عن دموعي عن جِراحي = بعيدًا عن جُذوري عن رُفاتي
هَوَت بَغدادُ فاستّدعيتُ نَبضي = فخالَفَني، ولم تَفزَع قَناتي
ورُحتُ أُسائلُ الأحلامَ عُذرًا = وأنبِشُ مَجدَ حطينَ الفَواتِ
وسافَرَ مَدمَعي ليَرومَ صوتًا = بأندَلُسِ الملامَةِ والعِظاتِ
هوى صوتي على أطلالِ مَجدي = وصارَ المَوتُ صوتَ مُوَشَّحاتي
ألا يا ليلُ مَن سَيَصونُ كَرمي = وقَد عَطَّلتُ زَحفَ الصّافِناتِ
وعُدتُ أسائِلُ الكُثبانَ عَونًا = على شوقي، فأشواقي عِداتي
فعزَّ بها على المَطرودِ حِضنًا = مضى زَمَنُ الحِمى، فَخرُ الحُماةِ
بعيدًا عن أصولي صرتُ صوتًا = تَعرّى في مَطاراتِ الشَّتاتِ
ألاحِقُ من حَنين الروحِ لونًا = تَناهى مِن أنينِ الأمّهاتِ
فَتَنسَلِخَ الأماني عن صَداها = وتنفَصِمَ النَواةُ عنِ النَواةُ
وتُطفِئَ دَمعَتي أشواقَ روحي = فما شوقي بليلِ الظّاعِناتِ؟
وما صبري وخطوي صارَ خَصمي = رَماني في سَرابِ البارِقاتِ؟
وما أبقى لقلبي من دليلٍ = سوى ولَعي بخارِطَةِ انفِلاتي
فأنزِفُ في بلاطِ الرومِ روحي = ويسكَرُ يزدَجِردٌ من أهاتي
فلا لوني يُشابهُني، وصوتي = نعاني في الرّعيَةِ والرُّعاةِ
غريبٌ خانَني وعدي لِذاتي = وأسقاني جُنونَ تَناقُضاتي
ضَلَلتُ، أهيمُ عِشقَا في ضَلالي = مُجيري مَن شُكاتي، مِن قُضاتي
وغبتُ، أرومُ حظًّا في غيابي = فأغرقني بِسحر تَداعياتي
نما بي سرُّ إنساني لأبقى = أعيرُ دمي حروفي الخالداتِ
فمن يا ليلُ خانَ سكونَ حرفي = ومن عرّى أنينَ الأغنياتِ؟
ومن أشقى الكلامَ بلونِ شَكّي = ومن أهدى المعاجِمَ سَفسَطاتي؟
ومن سَلَّ المَعاني مِن لِساني = لترتَكِبَ الزُّحوفَ تَخيُّلاتي؟
ومَن بالشِّعرِ أغراها نُجومي = ليَستَعصي السُّباتُ على سُباتي؟
أنا يا ليلُ بتُّ أخافُ مِني = ومِن خُطَبي، ونجوى وَشوَشاتي
من الجَفنِ الذي يشتاقُ صَحوي = من الصّحوِ الذي يشكو مَواتي
من الصّمتِ الذي يقتاتُ صَمتي = ويكتبُني بسفرِ المُعجِزاتِ
من الحَرفِ الذي قَد فَرَّ مِنّي = لِيَنذُرَني ذَبيحَ التّرجماتِ
من الموتِ الذي قد صارَ لوني = ومُتَّهِمي بِسَعيي للنّجاةِ
أنا يا ليلُ مَن فارَقتُ ظِلّي = لأسكُنَ في سَرابِ الغابِراتِ
هَوتْ قُدسي وكنتُ أرومُ عُذرًا = على عُذرِ السّيوفِ المُغمَداتِ
بكت شامي فَرُحتُ أريدُ سَترًا = لشكواها بأوكارِ الزّناةِ
ذُبِحتُ وما أخذتُ بإرثِ ماضٍ = ولكنّي جُلِدتُ بفيهَقاتي
أنا المَصلوبُ كلٌّ جَزَّ رأسي = وموتي سِرُّ طوفانِ الطُّغاةِ
ألا يا غَضبَةَ الشّريانِ كوني = نَدى الثُّوّارِ صبرَ الثّائِراتِ
وكوني يا جروحي للثَّكالى = إذا نادوكِ ثالِثَةَ الرّئاتِ
أمِدّي بالنَّشيجِ المُرِّ حُرًّا = تجَرَّدَ للكِفاحِ دِما الثّباتِ
فقد يحيا ضميرٌ في قلوبٍ = عَماها الكِبرُ باتَت مُظلماتِ
وعاثوا في مَواطِننا فَسادًا = وتاهوا في جُنونِ القاصِفاتِ
أبادوا كل رائعةِ المَعاني = تمادوا في عَذابِ الكائِناتِ
ونَمّي بي غمارَ الرّوحِ كوني = مدادَ الصّبرِ مِسكَ التَّضحِياتِ
فقد ولّى زمانُ من استبَدّوا = بأقدارِ الشُّعوبِ من البُغاةِ
وكلُّ رصيدِهم في الكونِ حَرفٌ = تجرّدَ من معاني المَكرُماتِ
لأبقى فوقَ أوطاني شَريدًا = على ظَمَأٍ ويَبكيني فُراتي
ونيلي في انشغالٍ عن هُمومي = يغارُ على البُكاةِ منَ البُكاةِ
وصَحرائي تَئِنُّ بلا جراحٍ = وقد ناءَت بإرثِ العائلاتِ
أنا يا ليلُ من فارَقتُ عُذري = لأخرج من أباطيل الرّواةِ
من الصّوت الذي لا صوتَ فيهِ = من اللّونِ المُمَهِّدِ للوَفاةِ
من الصّمت الذي يقتاتُ عمري = من الوعدِ المُخَدِّرِ، من لُهاتي
لأرفعَ رايتي عُنوانَ مَجدي = أطاعِنُ كلَّ جَبارٍ وعاتِ
فلي شَرَفُ الفدا لتُرابِ قُدسٍ = تُحاضِنُهُ دموعُ الفاضلاتِ
سأفدي بالدّما إنسانَ أرضي = ليولَدَ بي هَديرُ السّاقياتِ
[/poem]

 

صالح أحمد غير متصل   رد مع اقتباس